كثيرا. أوتينا التوراة. فأنزل الله هذه الآية. ولذلك قال الحسن : أراد بالكلمات العلم فإنّه لا يحصى. (أَنْ تَنْفَدَ). أهل الكوفة غير عاصم : «أن ينفد» بالياء. لأنّ التأنيث غير حقيقيّ. (١)
[١١٠] (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (١١٠))
(قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ). قال ابن عبّاس : علّم الله نبيّه التواضع فأمره بأن يقرّ على نفسه بأنّه آدميّ كغيره إلّا أنّه أكرم بالوحي. أي : لا فضل لي عليكم إلّا بالدين والنبوّة. ولا علم لي إلّا ما علّمنيه. فمن كان يطمع في لقاء ثواب ربّه ويقرّ بالبعث والوقوف بين يديه ، (فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً) : خالصا لله تعالى (وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ) غيره من ملك أو شجر أو حجر أو لا يرائي في عبادته. عن مجاهد قال : جاء رجل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : إنّي أتصدّق وأصل الرحم لله ، فيذكر ذلك منّي وأحمد عليه فيسرّني ذلك وأعجب به. فسكت رسول الله صلىاللهعليهوآله فنزلت الآية. وقيل : إنّ هذه الآية آخر آية نزلت من القرآن. وروى الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين عليهالسلام قال : ما من عبد يقرأ : (قُلْ إِنَّما أَنَا) ـ الآية ـ إلّا كان له نور في مضجعه إلى بيت الله الحرام. فإن كان من أهل البيت الحرام ، كان له نور إلى بيت المقدس. وقال أبو عبد الله عليهالسلام : ما من أحد يقرأآخر الكهف عند النوم إلّا تيقّظ في الساعة التي يريدها. (٢)
عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله : (فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً) قال : العمل الصالح المعرفة بالأئمّة عليهمالسلام. (وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) التسليم لعليّ عليهالسلام لا يشرك معه في الخلافة من ليس له ذلك ولا هو من أهله. (٣)
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٧٦٩ ـ ٧٧٠ و ٧٦٨.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٧٧٠ ـ ٧٧١.
(٣) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٣٥٣ ، ح ٩٧.