والمراد بالكهف كهف الجبل ؛ وهو الغار الذي أوى إليه القوم. (وَالرَّقِيمِ). قيل : إنّه اسم الوادي الذي كان فيه الكهف. وقيل : إنّه اسم الجبل نفسه. وقيل : هو القرية التي خرج منها أصحاب الكهف. وقيل : لوح من حجارة كتبوا فيه قصّة أصحاب الكهف ثمّ وضعوه على باب الكهف. (١)
[١٠] (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً (١٠))
(إِذْ) ؛ أي : اذكر لقومك إذ أوى. (٢)
(الْفِتْيَةُ). يعني [فتية] من أشراف الروم أرادهم دقيانوس على الشرك فهربوا إلى الكهف. (وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا) وهو مفارقة الكفّار [(رَشَداً)] نصير بسببه راشدين. (٣)
(مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً) توجب المغفرة والأمن من العدوّ. (٤)
[١١] (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً (١١))
عن الباقر عليهالسلام عوذة للصبّي إذا كثر بكاؤه ولمن يفزع باللّيل وللمرأة إذا سهرت من وجع : (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ) إلى قوله : «أمدا». (٥)
(فَضَرَبْنا) ؛ أي : ضربنا عليها حجابا يمنع السماع. أي : أنمناهم إنامة لا تنبّههم فيها الأصوات. فحذف المفعول كما حذف في قولهم : بنى على امرأته ، أي القبّة. (فِي الْكَهْفِ سِنِينَ).
ظرفان لضربنا. (عَدَداً) ؛ أي : ذوات عدد. ووصف سنين به يحتمل التكثير والتقليل. فإنّ مدّة لبثهم كبعض يوم عنده. (٦)
[١٢] (ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً (١٢))
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٦٩٧.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٦٩٨.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥.
(٤) الكشّاف ٢ / ٧٠٥.
(٥) طبّ الأئمّة / ٣٦.
(٦) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥ ، والكشّاف ٢ / ٧٠٥.