لا تنبت. (١)
[٩] (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً (٩))
(أَمْ حَسِبْتَ). يعني أنّ تزيين الأرض بما خلق الله فوقها من الأجناس التي لا حصر لها وإزالة ذلك كلّه ، أعجب من قصّة أصحاب الكهف وإبقاء حياتهم مدّة طويلة. والرقيم اسم كلبهم. قيل : مكانهم بين عصبان (٢) وأيلة دون فلسطين. (٣)
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ) ـ الآية. يقول : قد آتيناك من الآيات ما هو أعجب منه ؛ وهم فتية كانوا في الفترة بين عيسى عليهالسلام ومحمّد صلىاللهعليهوآله. وأمّا الرقيم ، فهما لوحان من نحاس مرقوم مكتوب فيهما أمر الفتية وأمر إسلامهم وما أراد منهم دقيانوس الملك. وعن أبي عبد الله عليهالسلام : كان سبب نزول سورة الكهف أنّ قريشا بعثوا ثلاثة نفر إلى نجران ليتعلّموا من اليهود والنصارى مسائل يسألونها رسول الله صلىاللهعليهوآله. فخرجوا إلى نجران وسألوهم ، فقالوا : سلوه عن ثلاث مسائل. فإن أجابكم فيها على ما عندنا ، فهو صادق. ثمّ سلوه عن مسألة واحدة. فإن ادّعى علمها ، فهو كاذب. سلوه عن فتية كانوا في الزمن الأوّل ، فخرجوا وغابوا وناموا : كم بقوا في نومهم حتّى انتبهوا؟ وكم كان عددهم؟ وما كان قصّتهم؟ وما كان معهم من غيرهم؟ واسألوه عن موسى حين أمره الله أن يتّبع العالم ويتعلّم منه وكيف تبعه وما كان قصّته معه. واسألوه عن طائف طاف مغرب الشمس ومطلعها حتّى بلغ سدّ يأجوج ومأجوج من هو وكيف كان قصّته. ثمّ أملوا عليهم أخبار هذه الثلاث المسائل وقالوا لهم : إن أجابكم بما قد أملينا عليكم ، فهو صادق. قالوا : المسألة الرابعة؟ قالوا : سلوه : متى تقوم الساعة؟ فإن ادّعى علمها ، فهو كاذب. فرجعوا إلى مكّة واجتمعوا إلى أبي طالب وقالوا : إنّ ابن أخيك يزعم أنّ خبر السماء يأتيه. ونحن نسأله عن مسائل. فإن أجابنا عنها ، فهو صادق. فسألوه عن الثلاث المسائل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : غدا أخبركم. ولم يستثن فاحتبس الوحي عليه أربعين
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٦٩٥.
(٢) المصدر : غضبان.
(٣) الكشّاف ٢ / ٧٠٤ ـ ٧٠٥.