(لَأَحْتَنِكَنَّ). من قولهم : حنك الدابّة يحنكها ، إذا جعل في حنكها الأسفل حبلا يقودها به. أي : أقودهم معي إلى المعاصي ، كما تقاد الدابّة بحنكها إذا شدّ فيها حبل تجرّبه ، إلّا القليل الذين يعصمهم الله ، وهم المخلصون. (١)
[٦٣] (قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً (٦٣))
(قالَ اذْهَبْ) ؛ أي : امض لشأنك الذي اخترته ، خذلانا وتخلية. (جَزاءً). منصوب على المصدر ، أي : تجازون ، أو على الحال. (٢)
(مَوْفُوراً) ؛ أي : كاملا. (٣)
[٦٤] (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً (٦٤))
(بِخَيْلِكَ). الخيل : الخيّالة. ومنه قول النبيّ صلىاللهعليهوآله : يا خيل الله اركبي. (رَجِلِكَ). اسم جمع للراجل. فإن قلت : ما معنى استفزاز إبليس بصوته وإجلابه بخيله ورجله؟ قلت : هو كلام ورد مورد التمثيل مثّلت حاله في تسلّطه على من يغويه بمغوار أوقع على قوم فصوّت بهم صوتا يستفزّهم من أماكنهم وأجلب عليهم بجنده من خيّالة ورجّالة حتّى استأصلهم. وقيل : يجوز أن يكون لإبليس خيل ورجال. (وَعِدْهُمْ) المواعيد الكاذبة من شفاعة الآلهة والكرامة على الله بالأنساب الشريفة والخروج من النار بعد أن يصيروا حميما. (٤)
(وَاسْتَفْزِزْ). الاستفزاز : الاستنهاض على خفّة وإسراع. أي : استزلّ من استطعت منهم وأضلّهم بوسوستك. وهذا تهديد في صورة الأمر. وقيل : (بِصَوْتِكَ) ؛ أي : بالغناء والمزامير والملاهي. وقيل : كلّ صوت يدعى به إلى الفساد ، فهو من صوت الشيطان. (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ) ما قدرت عليه من مكايدك وأتباعك وذرّيّتك. فيكون الباء مزيدة في (بِخَيْلِكَ وَ
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٦٥٦ ـ ٦٥٧.
(٢) الكشّاف ٢ / ٦٧٦ ـ ٦٧٧.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٦٥٦ ـ ٦٥٧.
(٤) الكشّاف ٢ / ٦٧٨.