على هذا هم بنو أميّة ؛ أخبر الله سبحانه بتغلّبهم على مقامه وقتلهم ذرّيّته. (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ) ؛ أي : ما جعلنا الشجرة الملعون أهلها في القرآن إلّا فتنة ، وأهلها هم الكفّار الملعونون في القرآن. (١)
(فَما يَزِيدُهُمْ). يظهر من بعض الأخبار أنّ المراد به يزيد بن معاوية عليهما اللّعنة. أي : ليس يزيد الذي هو من هذه الشجرة إلّا نفس الطغيان ، مبالغة في طغيانه. (ع ـ ره)
[٦١] (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (٦١))
(أَأَسْجُدُ). استفهام بمعنى الإنكار. أي : كيف أسجد له وأصلي أشرف من أصله؟ (٢)
(لِمَنْ خَلَقْتَ) ؛ أي : لمن خلقته. (طِيناً) ؛ أي : من طين. فنصب بنزع الخافض. (٣)
[٦٢] (قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً (٦٢))
(أَرَأَيْتَكَ). الكاف للخطاب. و (هذَا) مفعول به. والمعنى : أخبرني عن هذا الذي فضّلته عليّ لم كرّمته وأنا خير منه؟ فاختصر الكلام بحذف ذلك ثمّ ابتدأ فقال : لئن أخرتني». اللّام موطّئة للقسم المحذوف. (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ) : لأستأصلنّهم بالإغواء. من احتنك الجراد الأرض ، إذا أكل ما عليها. فإن قلت : من أين علم أنّ ذلك يتسهّل له وهو من علم الغيب؟ قلت : إمّا أن يكون قد سمعه من الملائكة وقد أخبرهم الله به وخرّجه من قولهم : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها)(٤) أو نظر إليه فتوسّم في مخايله أنّه خلق شهوانيّ. وقيل : قال ذلك لمّا عملت وسوسته في آدم. والظاهر أنّه قال ذلك قبل أكل آدم من الشجرة. (٥)
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٦٥٤ و ٦٥٢.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٦٥٧.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٧٥ ـ ٥٧٦.
(٤) البقرة (٢) / ٣٠.
(٥) الكشّاف ٢ / ٦٧٧.