رَجِلِكَ). وكلّ راكب أو ماش في معصية الله ، فهو من خيل إبليس ورجله. وقيل : هو من أجلب القوم ، إذا صاحوا. أي : صح بخيلك ورجلك فاحشرهم عليهم بالإغواء. (فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ). وهو كلّ كال أخذ من حرام ، وكلّ ولد زنى. وقيل : مشاركتهم في الأموال أنّه أمرهم أن يجعلوها سائبة وبحيرة وغير ذلك ، وفي الأولاد أنّهم هوّدوهم ونصّروهم ومجّسوهم. وقيل : إنّ المراد بالأولاد تسميتهم عبد شمس وعبد الحارث ونحوهما. وقيل : هو قتل الموؤودة من أولادهم. (وَعِدْهُمْ) ؛ أي : منّهم البقاء بطول الأمل وأنّهم لا يبعثون. وكلّ هذا تهديد في صورة الأمر. (إِلَّا غُرُوراً) ؛ أي : يزيّن لهم الخطاء أنّه صواب. وهو اعتراض. (رَجِلِكَ). حفص بكسر الجيم ، والباقون بسكونها. (١)
(وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ). اعتراض لبيان مواعيده. (٢)
عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام أنّه جلس مع يزيد بن معاوية يأكلان الرطب ، فقال يزيد : يا حسن ، إنّي مذ كنت أبغضك. قال الحسن عليهالسلام : يا يزيد ، اعلم أنّ إبليس شارك أباك في جماعه فاختلط الماء ان فأورثك ذلك عداوتي. إنّ الله يقول : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ). وشارك الشيطان حربا عند جماعه ، فولد له صخر. فلذلك كان يبغض جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله. كذا في مناقب ابن شهر آشوب. (٣)
وفي الكافي عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وقد ذكر في الدعاء عند دخول المرأة : ولا تجعل فيه شركا للشيطان ، ثمّ قال : إنّ الشيطان ليجيء حتّى يقعد من المرأة كما يقعد الرجل منها وينكح كما ينكح. وذلك يعرف بحبّنا وبغضنا. (٤)
وفي الفقيه عن الصادق عليهالسلام : من لم يبال ما قال وما قيل فيه ، فهو شرك شيطان. ومن لم يبال أن تراه الناس مسيئا ، فهو شرك شيطان. ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينهما ، فهو شرك شيطان. ومن شعف بمحبّة الحرام وشهوة الزنى ، فهو شرك شيطان. (٥)
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٦٥٧ ـ ٦٥٨ و ٦٥٥.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٧٦.
(٣) المناقب ٤ / ٢٢.
(٤) الكافي ٥ / ٥٠٢ ، ح ٢.
(٥) الفقيه ٤ / ٢٩٩ ، ح ٨٥.