بضمّها. (وَقَدْ فَصَّلَ) ؛ أي : بيّن لكم المحرّمات. (اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ) من المحرّمات ممّا يمسك به الرمق. (بِأَهْوائِهِمْ) : بمتابعة أهوائهم. (١)
(بِغَيْرِ عِلْمٍ) ؛ أي : بتشهّيهم من غير تعلّق بدليل يفيد العلم. (بِالْمُعْتَدِينَ) : المتجاوزين الحقّ إلى الباطل والحلال إلى الحرام. (٢)
[١٢٠] (وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ)
(وَذَرُوا). قيل : إنّ أهل الجاهليّة كانت ترى أنّ الزنى إذا ظهر ، كان فيه إثم ، وإذا استسرّ به صاحبه ، لم يكن إثما. فنزلت. (٣)
(وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ) : ما عملتم وما نويتم. (٤)
(ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ) : ما يعلن وما يسرّ. أو : ما بالجوارح وما بالقلب. وقيل : الزنى في الحوانيت واتّخاذ الأخدان. (٥)
[١٢١] (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)
تأكيد لما تقدّم. (وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ). يعني أكل ما لم يذكر اسم الله عليه. وفيه دليل على تحريم ذبائح أهل الكتاب. لأنّهم لا يعرفون الله ـ كما مرّ ـ فلا يصحّ منهم القصد. فأمّا ذبيحة المسلم إذا لم يسمّ الله عليها ، فقيل : لا تحلّ وإن كان الترك نسيانا. عن مالك وجماعة منهم. وقيل : يحلّ أكلها وإن كان الترك عمدا. عن الشافعيّ. وقيل : يحلّ إذا كان الترك نسيانا لا عمدا ؛ كما ذهب إليه أبو حنيفة. وهو المرويّ عن أئمّتنا عليهمالسلام. (وَإِنَّ الشَّياطِينَ) ؛ يعني : علماء
__________________
(١) مجمع البيان ٤ / ٥٥٠ و ٥٥٢.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٣١٩.
(٣) مجمع البيان ٤ / ٥٥٢ ـ ٥٥٣.
(٤) الكشّاف ٢ / ٦١.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٣١٩.