مؤمن منها غصن. ولو أنّ راكبا مجدّا سار في ظلّها مائة عام ، ما خرج منها.
ولو أنّ غرابا طار من أصلها ما بلغ أعلاها حتّى يبيضّ هرما. وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يكثر تقبيل فاطمة. فأنكرت عليه بعض نسائه. فقال عليهالسلام : إنّه لمّا أسري بي إلى السماء ، دخلت الجنّة وأدناني
جبرئيل من شجرة طوبى وناولني منها تفّاحة فأكلتها ، فحوّل الله ذلك ماء في ظهري.
فأهبطت إلى الأرض وواقعت خديجة فحملت بفاطمة. فكلّما اشتقت إلى الجنّة قبّلتها.
وما قبّلتها إلّا وجدت رائحة شجرة طوبى. فهي حوراء إنسيّة. وفي حديث آخر : انّ
أصلها في دار عليّ عليهالسلام. قال صلىاللهعليهوآله : إنّ داري ودار عليّ في الجنّة واحدة. يعني لا منافاة
بين الحديثين.
عن أبي جعفر عليهالسلام : لقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة عليهاالسّلام. فهي في
دار عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
[٣٠] (كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ
خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ
وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ)
(كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ). نزلت في صلح الحديبيّة حين أرادوا كتاب الصلح فقال
رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : اكتب : (بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فقال المشركون : ما نعرف الرحمن إلّا صاحب اليمامة.
يعنون مسيلمة الكذّاب. اكتب : باسمك اللهم. وقيل : نزلت في كفّار قريش حين قال لهم
النبيّ : اسجدوا للرحمن ، قالوا : وما الرحمن؟ (وَهُمْ يَكْفُرُونَ) يعني قريشا يكفرون بالرحمن ؛ يعنى : [يقولون :] قد
عرفنا الله وما ندري ما الرحمن. وقيل : معناه : انّهم يجحدون بالوحدانيّة.
(قَدْ خَلَتْ) ؛ أي : مضت. (الَّذِي أَوْحَيْنا
إِلَيْكَ) ؛ أي : القرآن. (قُلْ هُوَ رَبِّي) ؛ أي : الرحمن الذي أنكرتموه ربّي ؛ أي : خالقي
ومدبّري. (مَتابِ) ؛ أي : مرجعي.
__________________