(إِذا كُنَّا) بغير استفهام. (إِنَّا) بهمزة واحدة مطوّلة. فهو يستفهم في الثاني دون الأوّل. وأمّا نافع فإنّه يستفهم بالأوّل بهمزة واحدة غير مطوّلة ولا يستفهم بالثاني. وعاصم وحمزة يستفهمان فيهما بهمزتين. (أُولئِكَ) : المنكرون للبعث. (فِي أَعْناقِهِمْ) في الآخرة. وقيل : المراد أغلال الكفر. أي : كفرهم أغلال في أعناقهم. (١)
(أَإِذا). بدل من (قَوْلُهُمْ) أو مفعول له. والعامل في إذا محذوف دلّ عليه (أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ). (كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ). لأنّهم كفروا بقدرته على البعث. (٢)
[٦] (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ (٦))
(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ) يا محمّد هؤلاء المشركون بالعذاب قبل الرحمة ، أو بالعقاب الذي توعّدوا به على التكذيب قبل الثواب الذي وعدوا به على الإيمان. وذلك حين قالوا : (فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ). (٣)(وَقَدْ خَلَتْ) ؛ أي : مضت (مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ). المثلات ، واحدتها مثلة بفتح الميم وضمّ الثاء. أي : العقوبات التي يقع بها الاعتبار. وهو ما حلّ بهم من المسخ والخسف. وقد سلك هؤلاء طريقتهم ، فكيف يتجاسرون على استعجالها؟ وقيل : هي العقوبة الفاضحة التي تسير بها الأمثال. وتقديره : وقد خلت المثلات بقومه. أو : خلا أصحاب المثلة ، فحذف المضاف. (٤)
سألوا رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يأتيهم بالعذاب استهزاء منهم بإنذاره. (بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ) : بالنقمة قبل العافية. (عَلى ظُلْمِهِمْ) ؛ أي : في حال كونهم ظالمين لأنفسهم. (٥)
(الْمَثُلاتُ). المثلة بفتح الثاء وضمّها ـ كالصدقة والصدقة ـ : العقوبة ، لأنّها مثل المعاقب عليه. ومنه المثال للقصاص. (عَلى ظُلْمِهِمْ). التقييد به دليل جواز العفو قبل التوبة. فإنّ
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٤٢٥ ـ ٤٢٦.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٠١.
(٣) الأنفال (٨) / ٣٢.
(٤) مجمع البيان ٦ / ٤٢٦ ـ ٤٢٧.
(٥) الكشّاف ٢ / ٥١٣ ـ ٥١٤.