ملكوته وربوبيّته. (يُفَصِّلُ) آياته في كتبه المنزلة ، لعلّكم توقنون بالجزاء وبأنّ هذا المدبّر والمفصّل لا بدّ لكم من الرجوع إليه. (١)
(وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) : ذلّلهما لما أراد منهما كالحركة المستمرّة على حدّ من السرعة. (لِأَجَلٍ مُسَمًّى) : لمدّة معيّنة يتمّ فيها أدواره. أو : لغاية مضروبة ينقطع دونها وهي إذا الشمس كوّرت. (٢)
[٣] (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
(مَدَّ الْأَرْضَ) ؛ أي : بسطها طولا وعرضا ليثبت عليها الأقدام ويتقلّب عليها الحيوان. (رَواسِيَ) : جبالا ثوابت. (زَوْجَيْنِ) ؛ أي : صنفين اثنين كالحلو والحامض والأسود والأبيض والكبير والصغير. (يُغْشِي). حمزة والكسائيّ وأبو بكر بالتشديد. (٣)
(جَعَلَ فِيها) ؛ أي : خلق فيها من جميع أنواع الثمرات زوجين حين مدّها ، ثمّ تكاثرت بعد ذلك وتنوّعت. وقيل : أراد بالزوجين الأسود والأبيض والحلو والحامض والصغير والكبير وما أشبه ذلك من الأصناف المختلفة. (٤)
(يُغْشِي اللَّيْلَ) ؛ أي : يلبس ظلمة اللّيل ضياء النهار. وقيل : يدخل اللّيل في النهار والنهار في اللّيل. (لَآياتٍ) ؛ أي : دلالات واضحة على وحدانيّة الله للمتفكّرين [فيها المستدلّين منها] على الصانع. (٥)
[٤] (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٥١٢.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٠٠.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٠٠ ـ ٥٠١.
(٤) الكشّاف ٢ / ٥١٢.
(٥) مجمع البيان ٦ / ٤٢٣ ـ ٤٢٤.