سحر. والكتاب القرآن. وقيل : إنّ الكتاب عبارة عن التوراة والإنجيل والكتب المتقدّمة ، والآيات الدلالات المؤديّة إلى معرفة الله. (وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ) ؛ يعني : وهذا القرآن [هو الحقّ] فاعتصم به واعمل بما فيه. [وعلى القول الأوّل ، فإنّه وصف القرآن بصفتين.](١)
(تِلْكَ). إشارة إلى آيات السورة. والمراد بالكتاب السورة. أي : تلك الآيات آيات السورة الكاملة العجيبة في بابها. ثمّ قال : والذي أنزل إليك من القرآن كلّه ، هو الحقّ الذي لا مزيد عليه لا هذه السورة وحدها. (٢)
(وَالَّذِي أُنْزِلَ). هو القرآن كلّه. ومحلّه الجرّ بالعطف على الكتاب عطف العامّ على الخاصّ أو إحدى الصفتين على الأخرى ، أو الرفع بالابتداء وخبره (الْحَقُّ). (لا يُؤْمِنُونَ). لإخلالهم بالنظر والتأمّل. (٣)
[٢] (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ)
(اللهُ الَّذِي). لمّا ذكر سبحانه أنّهم لا يؤمنون ، عرّف الدليل الذي يوجب التصديق بالخالق. (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ). إذا حملنا الاستواء على معنى الملك والاقتدار ، فالوجه في إدخال ثمّ فيه ـ ولم يزل تعالى كذلك ـ أنّ المراد اقتداره على تصريفه وتقليبه وهذا لا يكون إلّا إذا وجد نفس العرش. (يُفَصِّلُ الْآياتِ) ؛ أي : يأتي بآية في أثر آية فصلا فصلا مميّزا بعضها عن بعض ، ليكون أمكن للاعتبار والتفكّر. وقيل : معناه : يبيّن الدلائل بما يحدثه في السموات والأرض. (بِلِقاءِ رَبِّكُمْ) : المعاد. (٤)
(اللهُ) مبتدأ وخبره (الَّذِي). وقوله : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ) خبر بعد خبر. (تَرَوْنَها). كلام مستأنف ، استشهاد برؤيتهم لها كذلك. وقيل : هي صفة لعمد. (يُدَبِّرُ) أمر
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٤٢٠.
(٢) الكشّاف ٢ / ٥١١.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٠٠.
(٤) مجمع البيان ٦ / ٤٢٠ ـ ٤٢١.