[٩٠] (قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
(أَإِنَّكَ). نافع : [(إِنَّكَ)] بفتح الهمزة غير ممدودة. وأبو عمرو : (أَإِنَّكَ) بالمدّ. والباقون بهمزتين. (١)
(أَإِنَّكَ). استفهام تقرير ولذلك حقّق بإنّ واللّام. وقراءة ابن كثير وقالون على الإيجاب. قيل : عرفوه بروائه وشمائله حين كلّمهم به. وقيل : تبسّم فعرفوه بثناياه. وقيل : رفع التاج عن رأسه فرأوا علامة بقرنه شبه الشامة البيضاء وكانت لسارة ويعقوب مثلها. (وَهذا أَخِي) من أمّي وأبي. ذكره تعريفا لنفسه وتفخيما لشأنه وإدخالا له في قوله : (مَنَّ اللهُ عَلَيْنا) بالاجتماع أو بكلّ خير. (٢)
(مَنْ يَتَّقِ اللهَ) ؛ أي : يخف الله. (وَيَصْبِرْ) عن المعاصي وعلى الطاعات. (٣)
[٩١] (قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ (٩١))
(آثَرَكَ). بمعنى اختار.
(وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ) ؛ أي : ما كنّا إلّا مخطئين. (٤)
(لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ) ؛ أي : فضلّك (عَلَيْنا) بالتقوى والصبر وسيرة المحسنين. فأعزّك الله بالملك وأذلّنا بالتمسكن بين يديك. (٥)
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ليس رجل من ولد فاطمة يموت ولا يخرج من الدنيا حتّى يقرّ للإمام بإمامته ، كما أقرّ ولد يعقوب ليوسف حين قالوا : (تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا). (٦)
[٩٢] (قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ٣٩٦.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٩٥.
(٣) الكشّاف ٢ / ٥٠٢.
(٤) مجمع البيان ٥ / ٤٠٠.
(٥) الكشّاف ٢ / ٥٠٢.
(٦) تفسير العيّاشيّ ٢ / ١٩٣ ، ح ٦٩.