عن أبي عبد الله عليهالسلام : انّ حزن يعقوب على يوسف حزن سبعين ثكلى. وقال : إنّ يعقوب لم يعرف الاسترجاع. (١)
[٨٧] (يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُونَ)
عن الصادق عليهالسلام : انّ أعرابيّا اشترى من يوسف طعاما. فقال له : إذا مررت بوادي كذا فناد : يا يعقوب ، يخرج إليك شيخ وسيم. فقل له : إنّي رأيت بمصر رجلا يقرئك السّلام ويقول لك : إنّ وديعتك عند الله محفوظة. فبلّغه الأعرابيّ ، ودعا له. (٢)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : انّ يعقوب دعا في السحر أن ينزل عليه ملك الموت ، فنزل. فقال له : أخبرني عن الأرواح تقبضها مجتمعة أو متفرّقة؟ قال : بل متفرّقة. قال : فهل قبضت روح يوسف في جملة ما قبضت من الأرواح؟ قال : لا. فعند ذلك قال : (يا بَنِيَّ اذْهَبُوا) ـ الآية. (٣)
قال أبو هاشم : فكّرت في هذا الأمر وهو قرب بلاد يعقوب من يوسف وحزن يعقوب عليه حتّى ابيضّت عيناه من الحزن والمسافة قريبة. فأقبل إليّ أبو محمد عليهالسلام فقال : يا أبا هاشم ، تعوّذ بالله ممّا جرى في نفسك من ذلك. فإنّ الله لو شاء يرفع الساتر من الأعلى ما بين يعقوب ويوسف حتّى كان يراه ، لفعل ، ولكن له أجل هو بالغه ومعلوم ينتهي [إليه] ما كان من ذلك. فالخيار من الله لأوليائه. (٤)
(إِلَّا الْكافِرُونَ) بالله وصفاته. (٥)
[٨٨] (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ)
__________________
(١) تفسير القمّيّ ١ / ٣٥٠.
(٢) نور الثقلين ٢ / ٤٥٦ ، عن الخرائج.
(٣) كمال الدين / ١٤٤ ، ح ١٠.
(٤) الخرائج ٢ / ٧٣٨ ، ح ٥٣.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٩٤.