ظهرك. لأنّكم ذبحتم شاة وأتاكم فلان المسكين وهو صائم ، فلم تطعموه. فكان بعد ذلك يأمر يعقوب من ينادي على العشاء والغداء. (١)
[٨٥] (قالُوا تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ)
(قالُوا) تعطّفا عليه. (٢)
«تفتأ» ؛ أي : لا تفتأ ولا تزال تذكره تفجّعا عليه. فحذف لا ، كما في قوله : (فقلت يمين الله أبرح قاعدا». لأنّه لا يلتبس بالإثبات. فإنّ القسم إذا لم يكن معه علامة الإثبات ، كان على النفي. (حَرَضاً) ؛ أي : مريضا مشرفا على الهلاك. (٣)
[٨٦] (قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ)
(بَثِّي وَحُزْنِي) ؛ أي : همّي الذي لا أقدر الصبر عليه. من البثّ بمعنى النشر. (ما لا تَعْلَمُونَ) من حياة يوسف. قيل : علم من رؤيا يوسف أنّه حيّ لا يموت حتّى يخرّ له إخوته سجّدا. (فَتَحَسَّسُوا) ؛ أي : تعرّفوا منهما وتفحّصوا عن حالهما ولا تقنطوا من فرج الله. (٤)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : انّ يعقوب أتى ملكا في حاجة. فقال له : من أنت؟ قال : يعقوب بن إسحاق. قال : فما بلغ ما أرى بك مع حداثة السنّ؟ قال : الحزن على يوسف. قال : لقد بلغ بك الحزن ـ يا يعقوب ـ كلّ مبلغ. فقال : إنّا معاشر الأنبياء أسرع شيء إلينا البلاء. فلمّا مضى ، هبط عليه جبرئيل فقال : ربّك يقرئك السّلام ويقول لك : شكوتني إلى الناس؟ فعفّر وجهه بالتراب وقال : يا ربّ زلّة. أقلنيها. فلا أعود بعد هذا. فقال : أقلتك. فلا تعود. فما رئي ناطقا بكلمة ممّا كان فيه [حتّى أتاه بنوه فصرف وجهه إلى الحائط] فقال : (إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي) ـ الآية. (٥)
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ٣٩٤ ـ ٣٩٥.
(٢) مجمع البيان ٥ / ٣٩٤.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٩٤.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٩٤.
(٥) تفسير العيّاشيّ ٢ / ١٨٩ ، ح ٦١.