حمل بعير شيء يسير لا يخاطر لمثله بالولد. (١)
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قلت له : جعلت فداك ؛ لم سمّي أمير المؤمنين عليهالسلام أمير المؤمنين؟ قال : لأنّه يميرهم العلم. أما سمعت كتاب الله : (وَنَمِيرُ أَهْلَنا)؟ (٢)
[٦٦] (قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَنْ يُحاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قالَ اللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ)
(حَتَّى تُؤْتُونِ) : حتّى تعطوني ما أثق به من عند الله ؛ أي : عهدا مؤكّدا. (لَتَأْتُنَّنِي). جواب القسم. (إِلَّا أَنْ يُحاطَ) ؛ أي : إلّا أن تغلبوا فلا تطيقوا ذلك. أو : إلّا أن تهلكوا جميعا. (عَلى ما نَقُولُ) من طلب الموثق وإتيانه. (٣)
عن ابن عبّاس : (حَتَّى تُؤْتُونِ) ؛ يعني : حتّى تحلفوا لي بحقّ محمّد خاتم النبيّين وسيّد المرسلين صلوات الله عليه وآله أن لا تغدروا بأخيكم. (وَكِيلٌ) ؛ أي : شاهد. (٤)
[٦٧] (وَقالَ يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَما أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)
(لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ). خاف عليهم العين ، لأنّهم كانوا ذوي جمال وهيئة وهم إخوة أولاد رجل واحد. وقيل : خاف عليهم حسد الناس إيّاهم و [أن يبلغ] الملك قوّتهم وبطشهم فيحبسهم أو يقتلهم خوفا على ملكه. عن الجبّائيّ. وأنكر العين وذكر أنّه لم يثبت بحجّة. وجوّزه كثير من المحقّقين ورووا فيه الخبر عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : انّ العين حقّ. والعين تستنزل الحالق ؛ أي : تحطّ ذروة الجبل من شدّة بطشها. وورد أنّه كان يعوّذ الحسن والحسين عليهماالسلام بأن يقول : أعيذكما بكلمات الله التامّة من كلّ شيطان وهامّة ومن عين لامّة. وقال : لو كان شيء يسبق القدر ، لسبقته العين. ثمّ اختلفوا في وجه الإصابة بالعين. فقال
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٨٩.
(٢) علل الشرائع ١ / ١٦١ ، ح ٤.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٨٩ ـ ٤٩٠.
(٤) مجمع البيان ٥ / ٣٧٩.