إلى الأخ. (١)
[٦٤] (قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)
(هَلْ آمَنُكُمْ) ؛ أي : لا آمنكم عليه في الذهاب معكم إلّا كأمني على يوسف ضمنتم لي حفظه ثمّ ضيّعتموه. (خَيْرٌ حافِظاً) ؛ أي : حفظ الله خير من حفظكم وهو يرحم ضعفي ويردّه عليّ. وفي الخبر أنّ الله سبحانه قال : فبعزّتي لأردّنّهما إليك بعد ما توكّلت على الله. (حافِظاً). نافع وابن كثير : «حفظا» (٢)
(حافِظاً). منصوب على التمييز أو الحال. (٣)
[٦٥] (وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا وَنَمِيرُ أَهْلَنا وَنَحْفَظُ أَخانا وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ)
(ما نَبْغِي) : ماذا نطلب؟ هل من مزيد على ذلك أكرمنا وباع منّا وردّ علينا متاعنا؟ أو : لا نطلب وراء ذلك إحسانا. أو : لا نبغي في القول ولا نزيد فيما حكينا لك من إحسانه. (هذِهِ بِضاعَتُنا). استئناف موضح لقوله : (ما نَبْغِي). (نَمِيرُ). معطوف على محذوف. أي : ردّت إلينا فنستظهر بها ونمير أهلنا بالرجوع إلى الملك. (وَنَحْفَظُ أَخانا) عن المخاوف ونزداد وسق بعير باستصحاب أخينا. هذا إذا كانت ما استفهاميّة. أمّا إذا كانت نافية ، احتمل ذلك واحتمل أن يكون الجمل معطوفة على ما نبغي. أي : لا نبغي فيما نقول ونمير أهلنا ونحفظ أخانا. (ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ) أي : مكيل قليل لا يكفينا. استقلّوا ما كيل لهم ، فأرادوا أن يضاعفوه بالرجوع إلى الملك ويزدادوا إليه ما يكال لأخيهم. ويجوز أن يكون الإشارة إلى (كَيْلَ بَعِيرٍ). أي : ذلك شيء قليل لا يضايقنا فيه الملك ولا يتعاظمه. وقيل : إنّه من كلام يعقوب ومعناه أنّ
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ٣٧٨ و ٣٧٦.
(٢) مجمع البيان ٥ / ٣٧٨ و ٣٧٦.
(٣) الكشّاف ٢ / ٤٨٥.