(فَلا كَيْلَ) ؛ أي : لا مكيل. (وَلا تَقْرَبُونِ). أي بلادي. خلط الوعد بالوعيد. (١)
(وَلا تَقْرَبُونِ). يجوز أن يكون للنهي ولا تعلّق له بما قبله. (ع)
[٦١] (قالُوا سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ وَإِنَّا لَفاعِلُونَ)
(سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ) ؛ أي : نسأله أن يرسله معنا. [قال ابن عبّاس : معناه :] نستخدعه [عنه] حتّى يخرجه معنا. (لَفاعِلُونَ) ما أمرتنا. (٢)
[٦٢] (وَقالَ لِفِتْيانِهِ اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها إِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
(لِفِتْيانِهِ) ؛ أي : عبيده وغلمانه الذين يكيلون الطعام. (بِضاعَتَهُمْ) ؛ أي : ثمن طعامهم. [(فِي رِحالِهِمْ) :] في أوعيتهم. وقيل : كان بضاعتهم النعال والأدم. أهل الكوفة غير أبي بكر : (لِفِتْيانِهِ). والباقون : لفتيته». (٣)
(لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها) ؛ أي : يعرفون حقّ ردّها وحقّ التكرّم بإعطاء البدلين (٤). (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) : لعلّ معرفتهم بذلك تدعوهم إلى الرجوع إلينا. وقيل : تخوّف ألّا يكون عند أبيه من المتاع ما يرجعون به. وقيل : لم ير من الكرم أن يأخذ من أبيه وإخوته. وقيل : علم أنّ ديانتهم تحملهم على ردّ البضاعة لا يستحلّون إمساكها فيرجعون لأجلها. (٥)
[٦٣] (فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)
(مُنِعَ مِنَّا). أي في المستقبل إن لم نأته بأخينا. فأرسله معنا نكتل ، وإلّا فلا كيل. (لَحافِظُونَ) من أن يصيبه مكروه. (نَكْتَلْ). حمزة والكسائيّ : «يكتل» بالياء ، على إسناده
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ٣٧٥.
(٢) مجمع البيان ٥ / ٣٧٥.
(٣) مجمع البيان ٥ / ٣٧٥ و ٣٧٤.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخة : المبذلين.
(٥) الكشّاف ٢ / ٤٨٥.