أبي فألقيت في الجبّ. وأحبّتني امرأة العزيز ، فألقيت في السجن. (١)
هذا الحديث رواه عليّ بن إبراهيم عن الرضا عليهالسلام إلّا أنّه قال السجّان. وفي آخره : قال : يا ربّ بما استحققت السجن؟ فأوحي إليه : أنت اخترته حين قلت : (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي). (٢)
[٣٩] (يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ)
(يا صاحِبَيِ السِّجْنِ) ؛ أي : يا صاحبي فيه. فأضافهما إليه على الاتّساع. كقوله : يا سارق الليلة أهل الدار». (٣)
(أَأَرْبابٌ). استفهام توبيخ.
(يا صاحِبَيِ السِّجْنِ) ؛ أي : ملازمي السجن ، أصنام متباينون من حجر وخشب لا تضرّ ولا تنفع ، خير لمن عبدها ، أم الله الواحد القهّار الذي إليه الضرّ والنفع؟ والاستفهام للتقرير. (٤)
[٤٠] (ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
(ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ). خطاب لجميع من في السجن. (سَمَّيْتُمُوها). يعني : الأرباب والآلهة هي أسماء فارغة عن المعاني ، ما أنزل الله سبحانه من حجّة بعبادتها. (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ). فلا يجوز العبادة والخضوع إلّا له. (أَمَرَ) ؛ أي : أمركم. (ذلِكَ) ؛ أي : الذي بيّنت لكم من توحيده الدين المستقيم الذي لا عوج فيه. (لا يَعْلَمُونَ) ما للمطيع من الثواب وللعاصي من
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ٣٥٧.
(٢) تفسير القمّيّ ١ / ٣٥٤.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٨٤.
(٤) مجمع البيان ٥ / ٣٥٨.