(وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها). أي : زليخا. (عَنْ نَفْسِهِ) : طلبت منه أن يواقعها. (وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ). كانت سبعة أبواب. أو باب الدار وباب البيت. (هَيْتَ لَكَ) ؛ أي : أقبل وبادر إلى ما هو مهيّأ لك. أهل المدينة والشام : (هَيْتَ) بكسر الهاء وفتح التاء. وابن كثير بفتح الهاء وضمّ التاء. والباقون بفتح الهاء والتاء. وكلّها اسم فعل بمعنى أقبل وتعال ، والحركات في أواخرها لالتقاء الساكنين. أمّا الفتح فكأين وكيف ، والكسر لأنّ الساكن يحرّك به ، والضمّ لأنّها في معنى الغايات كحيث ومنذ. (مَعاذَ اللهِ) : أعتصم بالله وأستجير به. (إِنَّهُ رَبِّي). الهاء عائدة إلى زوجها عند أكثر المفسّرين. يعني : انّ زوجك مالكي ، أحسن تربيتى ورفع منزلتي ، فلا أخونه. وإنّما سمّاه ربّا لما كان ثبت له عليه من الرقّ في الظاهر. وقيل : الهاء عائدة إلى الله. والمعنى : انّ الله ربّي ، رفع من محلّي وجعلني نبيّا ، فلا أعصيه أبدا. وفيه دلالة على أنّ يوسف لم يهمّ بالفاحشة. لأنّ من همّ بالقبيح ، لا يقول مثل ذلك. (١)
[٢٤] (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ)
(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها). فرق بين الهمّين مع اتّحاد سياقهما لوجود الدليل من القرآن. (ع)
عن الرضا عليهالسلام في قوله تعالى : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها) : فإنّها همّت بالمعصية ، وهمّ يوسف بقتلها إن أجبرته ، لعظم ما تداخله. فصرف الله عنه قتلها والفاحشة. وهو قوله : (كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ) يعني القتل والزنى. (٢)
وفي حديث آخر لمّا سأله المأمون فقال عليهالسلام : لقد همّت به. ولو لا [أن] رأى برهان ربّه ، لهمّ بها كما همّت به. لكنّه كان معصوما والمعصوم لا يهمّ بذنب ولا يأتيه. ولقد حدّثني أبي
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ٣٣٩ ـ ٣٤١.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ / ١٥٤ ، ح ١.