ارتفع. (مِنْ كُلٍّ). حفص بالتنوين. أي : من كلّ نوع من الحيوانات المنتفع بها. (زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) ذكرا وأنثى. وعلى قراءة الإضافة معناه : احمل اثنين من كلّ زوجين ؛ أي من كلّ صنف ذكر وصنف أنثى. (وَأَهْلَكَ). عطف على زوجين. (عَلَيْهِ الْقَوْلُ) بأنّه من المغرقين. يريد ابنه كنعان وأمّه واعلة. فإنّهما كانا كافرين. (وَمَنْ آمَنَ) من غير أهلك. (١)
(وَفارَ التَّنُّورُ) ؛ أي : طلع الصبح فظهرت أمارات دخول النهار وتقضّي اللّيل. من قولهم : نوّر الصبح تنويرا. روي ذلك عن عليّ عليهالسلام. وعن أبي جعفر عليهالسلام : مسجد كوفان روضة من رياض الجنّة. فيه فار التنّور ونجرت السفينة. وهو سرّة بابل ومجمع الأنبياء. (٢)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : كان التنّور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة ميمنة المسجد. فقيل له : فإنّ ذلك موضع زاوية باب الفيل اليوم. ثمّ قيل له : وكان بدو خروج الماء من ذلك التنّور؟ فقال : نعم. (٣)
(قُلْنَا احْمِلْ). عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : حمل نوح في السفينة الأزواج الثمانية التي قال الله تعالى : (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ) (وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ). (٤) فكان من الضأن اثنين ؛ زوج داجنة يربّيها الناس ، والزوج الآخر الضأن التي في الجبال الوحشيّة أحلّ لهم صيدها. ومن المعز اثنين ؛ زوج داجنة يربّيها الناس ، والزوج الآخر الظباء التي تكون في المفاوز. ومن الإبل اثنين ؛ البخاتيّ والعراب. ومن البقر اثنين ؛ زوج داجنة للناس ، والزوج الآخر البقر الوحشيّة. وكلّ طير طيّب وحشيّ وإنسيّ ثمّ غرقت الأرض. (٥)
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ينبغي لولد الزنى أن لا تجوز شهادته ولا يؤمّ الناس. ولم يحمله نوح في السفينة وقد حمل فيها الكلب والخنزير. (٦)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٥٦.
(٢) مجمع البيان ٥ / ٢٤٧.
(٣) الكافي ٨ / ٢٨١.
(٤) الأنعام (٦) / ١٤٣ ـ ١٤٤.
(٥) الكافي ٨ / ٢٨٣ ـ ٢٨٤ ، ح ٤٢٧.
(٦) تفسير العيّاشيّ ٢ / ١٤٨ ، ح ٢٨.