ورد في الخبر أنّ اسم نوح عبد الغفّار وأنّما سمّي نوحا لأنّه كان ينوح على نفسه. (١)
(يَوْمٍ أَلِيمٍ). وصف اليوم بأليم من الإسناد المجازيّ لوقوع الألم فيه. (٢)
[٢٧] (فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ)
(الْمَلَأُ) ؛ أي : الأشراف. إمّا لأنّهم ملئوا بالرأي والحلم أو لأنّهم يملؤون العيون هيبة ووقارا. (ع (ره))
(إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا) لا مزيّة لك علينا تخصّك بالنبوّة ووجوب الطاعة. (أَراذِلُنا) : أخسّاؤنا. جمع أرذل ؛ فإنّه بالغلبة صار مثل الاسم ؛ كالأكبر. أو أرذل جمع رذل. (بادِيَ الرَّأْيِ) : ظاهر الرأي من غير تعمّق. من البدو. أو : أوّل الرأي ، من البدء والياء مبدّلة من الهمزة لانكسار ما قبلها. وانتصابه بالظرف على حذف المضاف. أي : وقت حدوث بادي الرأى. والعامل فيه اتّبعك. وإنّما استرذلوهم لذلك أو لفقرهم. فإنّهم لمّا لم يعلموا إلّا ظاهرا من الحياة الدنيا ، كان الأحظّ بها أشرف عندهم والمحروم منها أرذل. (لَكُمْ) ؛ أي : لك ولمتّبعيك. (مِنْ فَضْلٍ) يؤهّلكم للنبوّة واستحقاق المتابعة. (كاذِبِينَ). أنت في دعوة النبوّة وهم في دعوى العلم بصدقك. فغلب المخاطب على الغائبين. (٣)
(بادِيَ الرَّأْيِ). أبو عمرو : (بادِيَ) بالهمزة. والباقون : (بادِيَ) بالياء. (٤)
[٢٨] (قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ)
(أَرَأَيْتُمْ) ـ الآية. جواب عن قولهم : (بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ). فكأنّه قال : إن تظنّوني كاذبا ، فما تقولون لو كنت على خلافه وعلى حجّة من ربّي واضحة؟ ألا تصدّقونني؟ وقيل : بل هو
__________________
(١) تفسير القمّيّ ١ / ٣٢٨.
(٢) الكشّاف ٢ / ٣٨٨.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٥٤.
(٤) مجمع البيان ٥ / ٢٣١.