[٢٣] (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)
(وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ) ؛ أي : اطمأنّوا إليه وخشعوا إليه وخضعوا له. من الخبت وهو الأرض المطمئنّة. (١)
[٢٤] (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ)
(الْفَرِيقَيْنِ) : الكافرين والمؤمنين. (كَالْأَعْمى). شبّه الكافر بالأعمى ، لتعاميه عن آيات الله ، وبالأصمّ ، لتصامّه عن استماع كلام الله وتأبّيه عن تدبّر معانيه. وشبّه المؤمن بالسميع والبصير ، لأنّ أمره بالضدّ. فيكون كلّ منهما مشبّها باثنين باعتبار الوصفين. (وَالْأَصَمِّ). لأنّ الكافر لمّا لم ينتفع بحواسّه ، فهو كفاقدها. (٢)(يَسْتَوِيانِ). أي الفريقان. (مَثَلاً) ؛ أي : تمثيلا أو صفة وحالا. (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) بضرب الأمثال والتأمّل فيها؟ (٣)
[٢٥ ـ ٢٦] (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٥) أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ)
(إِنِّي لَكُمْ) ؛ أي : بأنّي لكم. وقرأ نافع وعاصم وحمزة وابن عامر بالكسر ، أي على إرادة القول. (مُبِينٌ) : أبيّن لكم موجبات العذاب. «ألا تعبدوا» بدل من أنّي لكم ، أو مفعول مبين. ويجوز أن يكون أن مفسّرة متعلّقة بأرسلنا أو بنذير. (٤)
(نُوحاً). اسمه عبد الغفّار أو عبد الجبّار.
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٥٤.
(٢) هذه العبارة لا توجد في المصدر. وقد ورد ما بمضمونه في المجمع ٥ / ٢٣٠.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٥٤.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٥٤.