[١٩] (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ)
(الَّذِينَ يَصُدُّونَ). صفة للظالمين. (١)
(يَصُدُّونَ). يعني يصدّون عن طريق الله وهي الإمامة. (وَيَبْغُونَها عِوَجاً). يعني حرّفوها إلى غيره. وقوله : (ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ) قال : ما قدروا أن يسمعوا بذكر أمير المؤمنين عليهالسلام. (ما كانُوا يَفْتَرُونَ). يعني يوم القيامة بطل الذي دعوه غير أمير المؤمنين عليهالسلام. (٢)
(وَيَبْغُونَها عِوَجاً). قيل : إنّ بغيهم العوج هي زيادتهم ونقصانهم في الكتاب ليتغيّر الأدلّة ولإخفاء صفة النبيّ صلىاللهعليهوآله كما كان يفعله اليهود. وقيل : هي إيرادهم الشبه وكتمانهم المراد وتحريفهم التأويل. (٣)
(عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ؛ أي : عن دينه. (وَيَبْغُونَها عِوَجاً) : يصفونها بالانحراف عن الحقّ والصواب ويبغون أهلها أن يعوجّوا بالردّة. (وَهُمْ) ؛ أي : والحال أنّهم كافرون بالآخرة. وتكرير (هُمْ) لتأكيد كفرهم واختصاصهم به. (٤)
[٢٠] (أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ)
(يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ). يعني أنّه لا يقتصر بهم على عذاب الكفر بل يعاقبون عليه وعلى سائر المعاصي ؛ كما قال في موضع آخر. (زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ). (٥) أو أنّه يضاعف العذاب على رؤسائهم لكفرهم أنفسهم ولدعائهم الأتباع إليه وهو عذاب الضلال وعذاب الصدّ عن الدين. (ما كانُوا). علّة للمضاعفة. أي : بما كانوا ؛ يعني بسبب أنّهم كانوا يستطيعون السمع فلا يسمعون والإبصار فلا يبصرون عنادا وذهابا
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ٢٢٧.
(٢) تفسير القمّيّ ١ / ٣٢٥.
(٣) مجمع البيان ٥ / ٢٢٨.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٥٣.
(٥) النحل (١٦) / ٨٨.