هلاككم. (١)
[١٠٣] (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٣))
(ثُمَّ نُنَجِّي). معطوف على كلام محذوف يدلّ عليه (إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ). كأنّه قيل : نهلك الأمم ثمّ ننجّي رسلنا ، على حكاية الأحوال الماضية. (وَالَّذِينَ آمَنُوا) ؛ أي : ومن آمن معهم. كذلك (نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) : مثل ذلك الإنجاء ننجي المؤمنين منكم. و (حَقًّا عَلَيْنا) اعتراض. أي : حقّ ذلك علينا حقّا. (٢)
(ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا) إذا نزل العذاب على الكافرين. (٣)
كذلك حقا علينا ننجي أي : كذلك ننجي محمّدا وصحبه حين نهلك المشركين. (٤)
[١٠٤] (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
(يا أَيُّهَا النَّاسُ). يعني أهل مكّة. (إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي) وصحّته ، فهذا ديني. فاسمعوه واعرضوه على عقولكم وانظروا فيه بعين الإنصاف لتعلموا أنّه دين لا مدخل فيه للشكّ. وهو أنّي لا أعبد الحجارة التي تعبدونها من دون الله ، ولكن أعبد الذي يتوفّاكم. وإنّما وصفه بالتوفّي ليريهم أنّه الحقيق بأن يخاف ويتّقى فيعبد دون ما لا يقدر على شيء. وقيل : معناه : إن كنتم في شكّ من ديني وأنّي هل أثبت عليه أم أوافقكم ، فلا تحدّثوا أنفسكم بالمحال واقطعوا عنّي أطماعكم. كقوله : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ* لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ). (٥)
(أَنْ أَكُونَ) ؛ أي : بأن أكون. (٦)
[١٠٥] (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٤٧.
(٢) الكشّاف ٢ / ٣٧٣.
(٣) مجمع البيان ٥ / ٢٠٩.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٤٧ ـ ٤٤٨.
(٥) الكشّاف ٢ / ٣٧٣ ـ ٣٧٤.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٤٨.