[١٠١] (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ)
(وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ). ما نافية أو استفهاميّة. قال أبو عبد الله عليهالسلام : لمّا أسري برسول الله صلىاللهعليهوآله أتاه جبرئيل بالبراق ، فركبها فأتى بيت المقدس ، فلقي من لقي من الأنبياء. ثمّ رجع فأصبح يحدّث أصحابه. فقالوا : يا رسول الله ، كيف أتيت بيت المقدس اللّيلة؟ فقال : جاءني جبرئيل بالبراق فركبتها. وآية ذلك أنّي مررت بعير أبي سفيان على ماء لبني فلان وقد أضلّوا جملا أحمر وهم في طلبه. فقال القوم بعضهم لبعض : إنّما جاءه راكب سريع. ولكنّكم قد أتيتم الشام وعرفتموها ، فاسألوه عن أسواقها وأبوابها وتجّارها. فسألوه عن ذلك. وكان إذا سئل عن شيء لا يعرفه ، شقّ ذلك عليه حتّى يرى ذلك في وجهه. قال : فبينا هو كذلك ، إذ أتاه جبرئيل فقال : يا رسول الله ، هذه الشام ؛ قد رفعت لك. فالتفت رسول الله ، فإذا هو بالشام. فقالوا : أين بيت فلان ومكان كذا؟ فأجابهم في كلّ ما سألوه عنه. فلم يؤمن منهم إلّا قليل. وهو قول الله : (وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ). (١)
(الْآياتُ وَالنُّذُرُ). عن أبي عبد الله عليهالسلام : الآيات هم الأئمّة. والنذر هم الأنبياء عليهمالسلام. (٢)
(ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من الآيات والعبر. (وَالنُّذُرُ) ؛ أي : الرسل المنذرون. أو : الإنذارات. (٣)
[١٠٢] (فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)
(أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ) : وقائع الله فيهم. كما يقال أيّام العرب لوقائعها. (٤)
(فَانْتَظِرُوا) ما نزل بالأمم من العذاب. أو : فانتظروا هلاكي. (إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ٢٠٨.
(٢) تفسير القمّيّ ١ / ٣٢٠.
(٣) الكشّاف ٢ / ٣٧٣.
(٤) الكشّاف ٢ / ٣٧٣.