(أَقِمْ وَجْهَكَ) : استقم إليه ولا تلتفت يمينا وشمالا. و (حَنِيفاً) حال من الدين أو من الوجه. (١)
(وَأَنْ أَقِمْ) ؛ أي : أمرت بالاستقامة في الدين. (٢)
[١٠٦] (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ)
(فَإِنْ فَعَلْتَ) ؛ أي : دعوت من دون الله ما لا يضرّك ولا ينفعك. (٣)
(فَإِنَّكَ). جزاء للشرط وجواب لسؤال مقدّر عن تبعة الدعاء. (٤)
[١٠٧] (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ). لعلّه ذكر الإرادة مع الخير والمسّ مع الضرّ ، مع تلازم الأمرين ، للتنبيه على أنّ الخير مراد بالذات والضرّ إنّما مسّهم [لا] بالقصد الأوّل. (يُصِيبُ بِهِ) ؛ أي : بالخير. (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). أي : فتعرّضوا الرحمة بالطاعة ولا تيأسوا من غفرانه بالمعصية. (٥)
(فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ). فهو الحقيق بأن توجّه إليه العبادة. (٦)
[١٠٨] (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ)
(قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ). فلم يبق لكم عذر ولا على الله حجّة. (٧)
(قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ). وهو القرآن ودين الإسلام. وقيل : يريد بالحقّ النبيّ صلىاللهعليهوآله و
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٣٧٤.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٤٨.
(٣) الكشّاف ٢ / ٣٧٤.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٤٨.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٤٨.
(٦) الكشّاف ٢ / ٣٧٥.
(٧) الكشّاف ٢ / ٣٧٥.