عن أبي جعفر ونافع : (آلْآنَ) بإلقاء حركة الهمزة على اللّام وحذف الهمزة. (١)
[٩٢] (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ (٩٢))
(فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ). روي أنّ جبرئيل عليهالسلام سأله : ما قول الأمير في عبد لرجل نشأ في ماله ونعمته فكفر نعمته وادّعى السيادة دونه؟ فكتب فرعون كتابا : يقوله أبو العبّاس الوليد بن مصعب : جزاء العبد الخارج على سيّده أن يغرق في البحر. فلمّا ألجمه الغرق ناوله جبرئيل خطّه فعرفه. (٢)
قال أكثر المفسّرين : لمّا أغرق الله فرعون وقومه ، أنكر بعض بني إسرائيل غرق فرعون وقال : هو أعظم شأنا من أن يغرق ، فأخرجه الله حتى رأوه. فذلك قوله : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ) ؛ أي : نلقيك على نجوة من الأرض ـ وهي المكان المرتفع ـ (بِبَدَنِكَ) ؛ أي بجسدك من غير روح. وذلك أنّه طفا عريانا. وقيل : معناه : نخلّصك من البحر وأنت ميّت. والبدن الدرع. قيل : كانت درعا من ذهب. فالمعنى : نرفعك فوق الماء بدرعك المشهورة ليعرفوك بها. (لِتَكُونَ آيَةً) ؛ أي نكالا لمن خلفك فلا يقولوا مثل مقالتك. (لَغافِلُونَ). أي عن التفكّر في الآيات. (٣)
[٩٣] (وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)
(وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ). [المبوّأ] يجوز أن يكون مصدرا ، ويجوز أن يكون مكانا و [يكون] المفعول الثاني محذوفا. أخبر سبحانه عن نعمه عليهم بعد هلاك عدوّهم يقول : مكّنّاكم مكانا محمودا ؛ وهو بيت المقدس والشام. وإنّما قال : (صِدْقٍ) لأنّ فضل
__________________
(١) مجمع البيان ٢ / ١٩٦.
(٢) الكشّاف ٢ / ٣٦٨.
(٣) مجمع البيان ٥ / ١٩٩.