قلوبهم. (فَلا يُؤْمِنُوا). جواب للدعاء الذي هو : (اشْدُدْ) أو دعاء بلفظ النهي. وقد حملت اللّام في ليضلّوا على التعليل على أنّهم جعلوا نعمة الله سببا في الضلال ، فكأنّهم أوتوها ليضلّوا ، وقوله : (فَلا يُؤْمِنُوا) عطف على ليضلّوا. وقوله : (رَبَّنَا اطْمِسْ) (وَاشْدُدْ) دعاء معترض بين المعطوف والمعطوف عليه. (١)
[٨٩] (قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)
قيل : كان موسى يدعو وهارون يؤمّن. ويجوز أن يكونا يدعوان. والمعنى : انّ دعاءكما مستجاب وما طلبتما كائن ، ولكن في وقته. (فَاسْتَقِيما) : فاثبتا على ما أنتما عليه من الدعوة والزيادة في الحجّة ، فقد لبث نوح عليهالسلام في قومه ألف عام إلّا قليلا ، ولا تستعجلا. فمكث موسى بعد الدعاء أربعين سنة. (٢)
(تَتَّبِعانِّ). ابن عامر بتخفيف النون. (لا يَعْلَمُونَ) : لا يعرفون الله ولا أنبياءه. (٣)
[٩٠] (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
(قالَ آمَنْتُ). عن الرضا عليهالسلام : أغرق الله فرعون لأنّه حين أدركه الغرق استغاث بموسى. قال الله لموسى : لو استغاث بي فرعون لأغثته. (٤)
(أَنَّهُ) أي : بأنّه. أهل الكوفة غير عاصم بكسر الألف ، على إضمار القول ؛ كأنّه قال : آمنت وقلت. (٥)
[٩١] (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٣٦٥ ـ ٣٦٦.
(٢) الكشّاف ٢ / ٣٦٦.
(٣) مجمع البيان ٥ / ١٩٣ و ١٩٦.
(٤) العيون ٢ / ٧٦ ، ح ٧.
(٥) مجمع البيان ٥ / ١٩٦ ـ ١٩٧.