في أوّلها. وذلك عند مشارفة الهلاك بالطوفان. (خَلائِفَ) يخلفون الهالكين بالغرق. (١)
(وَمَنْ مَعَهُ). كانوا ثمانين نفسا. (وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ). قال البلخيّ : أي : جعلناهم رؤساء في الارض. (٢)
[٧٤] (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ)
(مِنْ بَعْدِهِ) ؛ أي : من بعد نوح. يعني هودا وصالحا وإبراهيم ولوطا وشعيبا عليهمالسلام. (بِالْبَيِّناتِ) ؛ أي : الحجج الواضحة المثبتة لدعواهم. (فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا) ؛ أي : فما كان إيمانهم إلّا ممتنعا كالمحال ، لشدّة شكيمتهم في الكفر. (بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ). يريد أنّهم كانوا قبل بعثة الرسل أهل جاهليّة مكذّبين بالحقّ ، فما وقع فصل بين حالتيهم بعد بعثة الرسل وقبلها كأن لم يبعث إليهم أحد. (كَذلِكَ نَطْبَعُ) : مثل ذلك الطبع المحكم نطبع (عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ). والطبع جار مجرى الكناية عن عنادهم ولجاجهم. لأنّ الخذلان يتبعه. ألا ترى كيف أسند إليهم الاعتداء ووصفهم به؟ (٣)
(إِلى قَوْمِهِمْ). وهم أولاد قوم نوح بعد ما تناسلوا. (ع)
(فَما كانُوا). أي : ما كان الأولاد ليؤمنوا بالرسل الذي كذّب بمثلهم آباؤهم. (٤)
عن أبي جعفر عليهالسلام : انّ الله خلق الخلق ؛ فخلق من أحبّ من طينة الجنّة ، وخلق من أبغض من طينة النار. ثمّ بعثهم في الظلال. فقال الراوي : وأيّ شيء الظلال؟ فقال عليهالسلام : ألم تر إلى ظلّك في الشمس شيئا وليس بشيء؟ ثمّ بعث منهم الأنبياء فدعوهم إلى الإقرار بالله. وهو قوله : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ). (٥) ثمّ دعوهم إلى الإقرار بالنبيّين فأقرّ بعضهم وأنكر بعض. ثمّ دعوهم إلى ولايتنا فأقرّ بها ـ والله ـ من أحبّ وأنكرها من أبغض.
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٣٦٠.
(٢) مجمع البيان ٥ / ١٨٩.
(٣) الكشّاف ٢ / ٣٦٠ ـ ٣٦١.
(٤) مجمع البيان ٥ / ١٨٨.
(٥) الزخرف (٤٣) / ٨٧.