[٦٩] (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ)
(يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ) بإضافة الولد إليه. (١)
[٧٠] (مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ)
(مَتاعٌ فِي الدُّنْيا) ؛ أي : افتراؤهم هذا منفعة قليلة في الدنيا. وذلك حيث يقيمون رياستهم في الكفر ومناصبة النبيّ صلىاللهعليهوآله بالتظاهر به ، ثمّ يلقون الشقاء المؤبّد عليه. (٢)
[٧١] (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ)
(كَبُرَ) ؛ أي : ثقل وشقّ. (مَقامِي) ؛ أي : مكاني. يعني نفسه. كما تقول : فعلت كذا لمكان فلان. أو : مقامي ومكثي بين أظهركم مددا طوالا ألف سنة إلّا خمسين عاما. أو : مقامي (٣) وتذكيري. لأنّهم كانوا إذا وعظوا الجماعة ، قاموا على أرجلهم يعظونهم ليكون مكانهم بيّنا وكلامهم مسموعا. (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ). من أجمع الأمر ، إذا نواه وعزم عليه. والواو بمعنى مع. أي : مع شركائكم. وإسناد الإجماع إلى الشركاء على وجه أنّه التهكّم. كقوله : (قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ). (٤)
فإن قلت : فما معنى الأمرين ؛ [أمرهم الذي يجمعونه و] أمرهم الذي لا يكون عليهم غمّة؟ قلت : أمّا الأمر الأوّل ، فالقصد إلى اهلاكه. يعني : فاجمعوا ما تريدون من إهلاكي وابذلوا وسعكم في كيدي. وإنّما قال ذلك إظهارا لقلّة مبالاته وثقة بما وعده ربّه من عصمته.
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٣٥٨.
(٢) الكشّاف ٢ / ٣٥٨.
(٣) لعلّ الصحيح : «قيامي» كما ذكر في هامش المصدر.
(٤) الأعراف (٧) / ١٩٥.