شركاء ، فاقتصر على أحدهما للدلالة. ويجوز أن يكون ما موصولة معطوفة على من. كأنّه قيل : ولله ما يتّبعه الذين يدعون من دون الله شركاء. أي : وله شركاؤهم. وقرأ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : «تدعون» بالتاء ووجهه أن يحمل (وَما يَتَّبِعُ) على الاستفهام. أي : وأيّ شيء يتّبع الذين تدعونهم شركاء من الملائكة والأنبياء؟ يعني أنّهم يتّبعون الله ويطيعونه ، فما لكم لا تفعلون مثل فعلهم؟ ثمّ صرف الكلام من الخطاب إلى الغيبة فقال : إن يتّبع هؤلاء المشركون إلّا الظنّ ولا يتّبعون ما يتّبع الملائكة والأنبياء من الحقّ. (١)
[٦٧] (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ). فيجب أن توحّدوه على هذه النعم. (ع)
(لِتَسْكُنُوا فِيهِ). من تعب تردّد النهار. (مُبْصِراً) : مضيئا يبصرون فيه مطالب أرزاقهم. (يَسْمَعُونَ) سماع معتبر مذّكر. (٢)
[٦٨] (قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ)
(سُبْحانَهُ). تنزيه له عن اتّخاذ الولد وتعجّب من كلمتهم الحمقاء. (هُوَ الْغَنِيُّ). علّة لنفي الولد. لأنّ ما يطلب لأجله الولد هو الحاجة. (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ). فهو مستغن بملكه لهم عن اتّخاذ أحد منهم ولدا. إن عندكم من حجّة بهذا القول. (أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ). لما نفى عنهم البرهان ، جعلهم غير عالمين فدلّ على أنّ كلّ قول لا برهان عليه لقائله ، فذاك جهل. (٣)
(أَتَقُولُونَ). توبيخ وتقرير على اختلاقهم وجهلهم. (٤)
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨.
(٢) الكشّاف ٢ / ٣٥٨.
(٣) الكشّاف ٢ / ٣٥٨.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٤١.