وخبره (لَهُمُ الْبُشْرى). (١)
(لا تَبْدِيلَ) : لا تغيير لأقواله ولا إخلاف لمواعيده. كقوله : (ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ). (٢)(ذلِكَ). إشارة إلى كونهم مبشّرين في الدارين. وكلتا الجملتين اعتراض. (٣) أي : اعتراض لتحقيق المبشّر وتعظيم شأنه ، وليس من شرطه أن يقع بعده كلام متّصل بما قبله. (٤)
[٦٥] (وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
(وَلا يَحْزُنْكَ). نافع : (يَحْزُنْكَ) ، من أحزنه. وكلاهما بمعنى. (٥)
(قَوْلُهُمْ) : تكذيبهم وتهديدهم وتشاورهم في تدبير هلاكك وإبطال أمرك. (إِنَّ الْعِزَّةَ). استئناف بمعنى التعليل. كأنّه قيل : ما لي لا أحزن؟ فقيل : (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) ؛ أي : إنّ الغلبة والقهر في ملكة الله جميعا ، فهو ينصرك عليهم. (٦)
[٦٦] (أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ شُرَكاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ)
(مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يعني العقلاء المميّزين ؛ وهم الملائكة والثقلان. وإنّما خصّهم ليؤذن أنّ هؤلاء إذا كانوا له وفي مملكته فهم عبيد كلّهم لا يصلح أحد منهم للربوبيّة ، فما وراءهم ممّا لا يعقل أحقّ ألّا يكون شريكا. (وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ) ـ الآية ـ أي : ما يتّبعون حقيقة الشركاء وإن كانوا يسمّونهم شركاء. لأنّ شركة الله في الربوبيّة محال. إن يتّبعون إلّا ظنّهم أنّهم شركاء. (وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) ؛ أي : يقدّرون أن يكون شركاء تقديرا باطلا. ويجوز أن يكون (وَما يَتَّبِعُ) في معنى الاستفهام. يعني : وأيّ شيء يتّبعون؟ وشركاء على هذا نصب بيدعون. وعلى الأوّل بيتّبع. وكان حقّه : وما يتّبع الذين يدعون من دون الله شركاء
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٤٠.
(٢) ق (٥٠) / ٢٩.
(٣) الكشّاف ٢ / ٣٥٧.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٤٠.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٤١.
(٦) الكشّاف ٢ / ٣٥٧.