التوحيد. (وَ) هو (شِفاءٌ) ؛ أي : دواء لما في صدوركم من العقائد الفاسدة. (وَرَحْمَةٌ) لمن آمن منكم. (١)
[٥٨] (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
(فَلْيَفْرَحُوا). الفاء داخلة لمعنى الشرط. كأنّه قيل : إن فرحوا بشيء ، فليخصّوهما بالفرح. فإنّه لا مفروح به أحقّ منهما. يعني لا ينبغي الفرح بفوائد الدنيا. (٢)
(بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ). الفضل رسول الله صلىاللهعليهوآله و «رحمته» أمير المؤمنين عليهالسلام. فليفرح شيعتنا. هو خير ممّا أعطوا أعداؤنا من الذهب والفضّة. (٣)
(يَجْمَعُونَ). ابن عامر : «تجمعون» بالتاء ، على معنى : فبذلك فليفرح المؤمنون ، فهو خير ممّا تجمعونه أيّها المخاطبون. (٤)
[٥٩] (قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ)
(ما أَنْزَلَ اللهُ) ؛ أي : ما أنزله الله رزقا حلالا كلّه فبعّضتموه وقلتم هذا حلال وهذا حرام. (قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ). متعلّق بأرأيتم. وقل تكرير للتوكيد. (٥)
جعل الرزق منزلا ، لأنّه مقدّر في السماء يحصل بأسباب منها. و (ما) في موضع النصب بأنزل ، أو بأرأيتم فإنّه بمعنى : أخبروني. (فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً). مثل : (هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ). (٦)(ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا). (٧)(أَذِنَ لَكُمْ) في التحليل والتحريم فتقولون ذلك بحكمه (أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) في نسبة ذلك إليه؟ (٨)
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٣٥٣.
(٢) الكشّاف ٢ / ٣٥٣.
(٣) تفسير القمّيّ ١ / ٣١٣.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٣٩.
(٥) الكشّاف ٢ / ٣٥٤.
(٦) الأنعام (٦) / ١٣٨.
(٧) الأنعام (٦) / ١٣٩.
(٨) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٣٩.