(حَراماً). يعني ما حرّموا من السائبة والبحيرة والوصيلة ونحوها. (١)
[٦٠] (وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ)
(وما ظن الذين كفروا) أي : أيّ شيء ظنّهم (يَوْمَ الْقِيامَةِ)؟ أيحسبون أن لا يجازوا عليه؟ وهو منصوب بالظنّ. (لَذُو فَضْلٍ) حيث أنعم عليهم بالعقل وهداهم بالرسل والكتب. (لا يَشْكُرُونَ) هذه النعمة. (٢)
(وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ). وهو وعيد عظيم حيث أبهم أمره. (٣)
(لَذُو فَضْلٍ) حيث لم يعاجلهم بالعقوبة. (٤)
[٦١] (وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ)
(وَما تَكُونُ). الخطاب لرسول الله صلىاللهعليهوآله. (٥)
أي : ما تكون أنت ـ يا محمّد ـ في حال من الأحوال من تعليم الشريعة وتبليغ الرسالة وغير ذلك. (وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ) ؛ أي : ما تقرأ من الله من قرآن. وقيل : من الكتاب من قرآن. والقرآن يقع على القليل والكثير [منه]. (وَما يَعْزُبُ). الكسائيّ بكسر الزاء. (٦)
(وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ). حمزة ويعقوب بالرفع فيهما على الابتداء والخبر. ومن عطف على لفظ (مِثْقالِ) [و] جعل الفتح بدل الكسرة لامتناع الصرف ، أو على محلّه مع
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ١٧٩.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٤٠.
(٣) الكشّاف ٢ / ٢٥٤.
(٤) مجمع البيان ٥ / ١٧٩.
(٥) الكشّاف ٢ / ٣٥٤.
(٦) مجمع البيان ٥ / ١٧٩.