أردت أن أجدّد تأكيد هذه الآية [فيّ وفيهم] : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ) ـ الآية. (١)
(مَنْ يَهْدِي). عن أبي جعفر عليهالسلام : (مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ) محمّد وآل محمّد عليهمالسلام من بعده. و (أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى) من خالف من قريش وغيرهم. [أهل بيته من بعده]. (٢)
[٣٦] (وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ)
(إِلَّا ظَنًّا) بتقليد آبائهم. (٣)
(وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ). وهو من ينتمي منهم إلى تمييز ونظر ولا يرضى بتقليد الصرف. (٤)
[٣٧] (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ)
(وَما كانَ). ردّ لقولهم : (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ) وقولهم : انّ النبيّ صلىاللهعليهوآله افترى هذا القرآن ؛ فقال : وما كان هذا القرآن افتراء من دون الله ، بل هو وحي من الله و (تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) من الكتب من التوراة والإنجيل والزبور بأنّها حقّ ، أو شاهد لها من حيث إنّه مصدّق لها على ما تقدّمت البشارة به فيها. وقيل : معناه : تصديق الذي بين يديه في المستقبل من البعث والنشور والحساب. (وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ) ؛ أي : تبيين المعاني المجملة في القرآن من الأحكام الشرعيّة. (لا رَيْبَ فِيهِ) ؛ أي : لا شكّ أنّه نازل من عند الله. (أَمْ يَقُولُونَ). تقرير لحجّة أخرى. (٥)
(لا رَيْبَ فِيهِ). داخل في حيّز الاستدراك. كأنّه قال : ما كان هذا القرآن افتراء ، ولكن كان تصديقا وتفصيل ما فرض من الأحكام منتفيا عنه الريب كائنا من ربّ العالمين. و
__________________
(١) الكافي ٧ / ٢٤٩ ، ح ٤.
(٢) تفسير القمّيّ ١ / ٣١٢.
(٣) مجمع البيان ٥ / ١٦٦.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٣٥.
(٥) مجمع البيان ٥ / ١٦٧.