في الإسلام فوحّدوا الله وتركوا الشرك ، ولم يعرفوا الإيمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنّة ، ولم يكونوا على جحودهم فتجب لهم النار. وهؤلاء يوقفهم الله حتّى يبيّن فيهم رأيه. (١)
(مُرْجَوْنَ). أبو بكر : (مُرْجَوْنَ) بالهمزة. (يَتُوبُ عَلَيْهِمْ). فنزلت توبتهم بقوله : (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا)(٢). (٣)
[١٠٧] (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ)
(وَالَّذِينَ). ابن عامر وأهل المدينة : (الَّذِينَ) بغير واو. من أثبت الواو في (الَّذِينَ اتَّخَذُوا) عطفه على ما تقدّم. والتقدير : ومنهم الذين اتّخذوا. ومن حذف الواو ، ابتدأ الكلام وأضمر الخبر. أي : فهم ينتقم منهم أو يعذّبون أو نحو ذلك. والضرار : طلب الضرر ومحاولته. (٤)
(وَالَّذِينَ). ذكر جماعة أخرى من المنافقين بنوا مسجدا للتفريق بين المسلمين. (ضِراراً) ؛ أي : مضارّة بأهل مسجد قباء أو مسجد الرسول صلىاللهعليهوآله ليقلّ الجمع فيه. (وَكُفْراً) ؛ أي : ليكفروا فيه بالطعن على رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى الإسلام. (وَتَفْرِيقاً) ؛ أي : تفريق الناس عن رسول الله. (وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ) ؛ أي : اتّخذوه عدّة لأبي عامر الراهب ؛ وهو الذي حارب الله ورسوله من قبل. لأنّه ترهّب في الجاهليّة ولبس المسوح. فلمّا قدم النبيّ المدينة ، حسده وحزّب عليه الأحزاب. ثمّ هرب بعد فتح مكّة إلى الطائف. فلمّا أسلم أهله ، لحق بالشام وخرج إلى الروم وتنصّر. وهو أبو حنظلة غسيل الملائكة. وكان قد أرسل إلى المنافقين أن استعدّوا وابنوا مسجدا ؛ فإنّي أذهب إلى قيصر وآتي من عنده بجنود وأخرج
__________________
(١) تفسير القمّيّ ١ / ٣٠٤.
(٢) التوبة (٩) / ١١٨.
(٣) مجمع البيان ٥ / ١٠٤ ـ ١٠٥.
(٤) مجمع البيان ٥ / ١٠٦ ـ ١٠٧.