أو يتوب الله عليّ. فنزلت توبته ، وتصدّق بثلث ماله. (١)
[١٠٣] (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
(خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ) ؛ أي : من أموال هؤلاء التائبين ، تشديدا للتكليف وليست بالصدقة المفروضة ، بل هي على سبيل الكفّارة للذنوب التي أصابوها. وقيل : أراد بها الزكاة المفروضة. عن أكثر أهل التفسير. (تُطَهِّرُهُمْ) تلك الصدقة عن دنس الذنوب. (وَتُزَكِّيهِمْ) أنت (بِها) ؛ أي : تنسبهم إلى الزكاة وتدعو لهم بما يصيرون به أزكياء. (صَلاتَكَ). غير أهل الكوفة بالجمع. (٢)
(تُطَهِّرُهُمْ). صفة لصدقة. (وَتُزَكِّيهِمْ). [التزكية :] مبالغة في التطهير. أو بمعنى الإنماء والبركة في المال. (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) : اعطف عليهم بالدعاء وترحّم. (سَكَنٌ لَهُمْ) : يسكنون إليه وتطئمنّ قلوبهم بأنّ الله قد تاب عليهم. (وَاللهُ سَمِيعٌ) يسمع اعترافهم بذنوبهم ودعاءهم (عَلِيمٌ) بما في ضمائرهم من الندم والغمّ لما فرط منهم. (٣)
[١٠٤ ـ ١٠٥] (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
(هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ) لا أنت. لأنّهم قالوا : خذ من أموالنا ما يكون كفّارة لذنوبنا ، فأبى. (وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ). مجاز عن قبولها. روي أنّ الصدقة تقع في يد السائل ، ومن ثمّ كان الكاظم عليهالسلام يضع الدرهم في يد السائل ثمّ يرفعه ويقبّله ويمرّه على عينيه ، ثمّ يدفعه إليه ثانيا ويقول : إنّه وقع في يد الله سبحانه. (٤)
__________________
(١) تفسير القمّيّ ١ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤.
(٢) مجمع البيان ٥ / ١٠٣ و ١٠١.
(٣) الكشّاف ٢ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨.
(٤) انظر : التهذيب ٤ / ١٠٥ ، ح ٣٠٠.