القبر. وقيل : أخذ الزكاة من أموالهم ونهك أبدانهم. (١)
(مَرَّتَيْنِ). عذّبوا بالجوع مرّتين. وقيل : إنّ الأولى ضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم عند قبض أرواحهم ، والأخرى عذاب القبر. (عَذابٍ عَظِيمٍ) : عذاب يوم القيامة. (٢)
[١٠٢] (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
(وَآخَرُونَ). عن أبي جعفر عليهالسلام : هم قوم اجترحوا ذنوبا مثل قتل حمزة وجعفر ثمّ تابوا. (٣)
(وَآخَرُونَ). يعني أهل المدينة وليس براجع إلى المنافقين. (٤)
(اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ) ؛ أي : لم يعتذروا بالمعاذير الكاذبة كغيرهم ، ولكن اعترفوا على أنفسهم بأنّهم بئس ما فعلوا نادمين. وكانوا ثلاثة : أبو لبابة ، وأوس بن ثعلبة ، ووديعة بن حزام ، فأوثقوا أنفسهم على سواري المسجد. فقدم رسول الله صلىاللهعليهوآله فرآهم موثقين ، فسأل عنهم. فذكر له أنّهم أقسموا أن لا يحلّوا أنفسهم حتّى يكون رسول الله هو الذي يحلّهم. فقال :
وأنا أقسم أن لا أحلّهم حتّى أومر فيهم. فنزلت ، فأطلقهم وأعذرهم. فقالوا : يا رسول الله ، هذه أموالنا التي خلّفتنا عنك فتصدّق بها وطهّرنا. فقال : ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا.
فنزلت : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ) ـ الآية. (عَمَلاً صالِحاً) : خروجا إلى الجهاد. (وَآخَرَ سَيِّئاً) : تخلّفا عن الجهاد. (٥)
(وَآخَرُونَ). نزلت في أبي لبابة. كان رسول الله صلىاللهعليهوآله حاصر بني قريظة وقالوا : ابعث لنا أبا لبابة نستشيره في أمرنا. فبعثه إليهم. فقالوا له : يا أبا لبابة ، أننزل على حكم محمّد؟ فقال : انزلوا. واعلموا أنّ حكمه فيكم هو الذبح. ثمّ ندم على ذلك فقال : خنت الله ورسوله. ونزل من حصنهم ، وأتى إلى المسجد وشدّ في عنقه حبلا إلى الأسطوانة وقال : لا أحلّه حتّى أموت
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦.
(٢) مجمع البيان ٥ / ١٠٠.
(٣) تفسير العيّاشيّ ٢ / ١٠٥.
(٤) مجمع البيان ٥ / ١٠٠.
(٥) الكشّاف ٢ / ٣٠٦ ـ ٣٠٧.