القبر. وقيل : أخذ الزكاة من أموالهم ونهك أبدانهم.
(مَرَّتَيْنِ). عذّبوا بالجوع مرّتين. وقيل : إنّ الأولى ضرب الملائكة
وجوههم وأدبارهم عند قبض أرواحهم ، والأخرى عذاب القبر. (عَذابٍ عَظِيمٍ) : عذاب يوم القيامة.
[١٠٢] (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ
خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ
إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
(وَآخَرُونَ). عن أبي جعفر عليهالسلام : هم قوم اجترحوا ذنوبا مثل قتل حمزة وجعفر ثمّ تابوا.
(وَآخَرُونَ). يعني أهل المدينة وليس براجع إلى المنافقين.
(اعْتَرَفُوا
بِذُنُوبِهِمْ) ؛ أي : لم يعتذروا بالمعاذير الكاذبة كغيرهم ، ولكن
اعترفوا على أنفسهم بأنّهم بئس ما فعلوا نادمين. وكانوا ثلاثة : أبو لبابة ، وأوس
بن ثعلبة ، ووديعة بن حزام ، فأوثقوا أنفسهم على سواري المسجد. فقدم رسول الله صلىاللهعليهوآله فرآهم موثقين ، فسأل عنهم. فذكر له أنّهم أقسموا أن لا
يحلّوا أنفسهم حتّى يكون رسول الله هو الذي يحلّهم. فقال :
وأنا أقسم أن
لا أحلّهم حتّى أومر فيهم. فنزلت ، فأطلقهم وأعذرهم. فقالوا : يا رسول الله ، هذه
أموالنا التي خلّفتنا عنك فتصدّق بها وطهّرنا. فقال : ما أمرت أن آخذ من أموالكم
شيئا.
فنزلت : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ) ـ الآية. (عَمَلاً صالِحاً) : خروجا إلى الجهاد. (وَآخَرَ سَيِّئاً) : تخلّفا عن الجهاد.
(وَآخَرُونَ). نزلت في أبي لبابة. كان رسول الله صلىاللهعليهوآله حاصر بني قريظة وقالوا : ابعث لنا أبا لبابة نستشيره في
أمرنا. فبعثه إليهم. فقالوا له : يا أبا لبابة ، أننزل على حكم محمّد؟ فقال : انزلوا.
واعلموا أنّ حكمه فيكم هو الذبح. ثمّ ندم على ذلك فقال : خنت الله ورسوله. ونزل من
حصنهم ، وأتى إلى المسجد وشدّ في عنقه حبلا إلى الأسطوانة وقال : لا أحلّه حتّى
أموت
__________________