(وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا). بخلاف المسلمين ؛ فإنّهم تحمّلوا المشاقّ في الدين. (وَقالُوا) ؛ أي : قالوا للمسلمين. أو : [قال] بعضهم لبعض. (قُلْ) يا محمّد عليهالسلام. (أَشَدُّ حَرًّا) ؛ أي : النار التي وجبت لهم بالتخلّف حرّها أشدّ من هذا الحرّ ، فهي أولى بالاحتراز والحذر عنها. (١)
(لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ). في قصّة غزوة تبوك أنّ الجدّ بن قيس المنافق قال لرسول الله صلىاللهعليهوآله : ائذن لي أن أقيم. وقال لجماعة من قومه : (لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ). فقال ابنه : ترد على رسول الله وتقول ما تقول ، ثمّ تقول لقومك : (لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ)! والله لينزلنّ في هذا قرآنا يقرؤه الناس إلى يوم القيامة. فأنزل الله هذه الآية. (٢)
[٨٢] (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)
(فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً) في الدنيا. (وَلْيَبْكُوا كَثِيراً) في الآخرة. (٣)
(وَلْيَبْكُوا كَثِيراً). روي أنّ أهل النفاق يبكون في النار عمر الدنيا لا يرقأ لهم دمع ولا يكتحلون بنوم. (٤)
(فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً) ـ الآية. إخبار عمّا يؤول إليه حالهم في الدنيا والآخرة. أخرجه على صيغة الأمر للدلالة على أنّه حتم واجب ويجوز أن يكون الضحك والبكاء كنايتين عن السرور والغمّ والمراد من القلّة العدم. (٥)
[٨٣] (فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ)
(فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ) ؛ أي : ردّك إلى المدينة وفيها طائفة من المتخلّفين ، يعني منافقيهم ، فإنّ كلّهم لم يكونوا منافقين ، أو من بقي منهم. وكان المتخلّفون اثني عشر رجلا. (لِلْخُرُوجِ). أي
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ٨٦.
(٢) تفسير القمّيّ ١ / ٢٩٢.
(٣) مجمع البيان ٥ / ٨٦.
(٤) مجمع البيان ٥ / ٨٦ ، والكشّاف ٢ / ٢٩٦.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٤١٥.