(آمَنُوا مِنْ بَعْدُ). يريد اللاحقين بعد السابقين إلى الهجرة. كقوله : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ). (١) ألحقهم بهم وجعلهم منهم تفضّلا منه وترغيبا. (٢)
(أُولُوا الْأَرْحامِ). قال : نسخت قوله : (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ)(٣). (٤)
(أُولُوا الْأَرْحامِ). عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهماالسلام أبدا. إنّما جرت من عليّ بن الحسين عليهالسلام. كما قال الله تعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ). فلا يكون بعد عليّ بن الحسين عليهماالسلام إلّا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب. (٥)
(وَأُولُوا الْأَرْحامِ). معناه : ذوو الأرحام والقرابة بعضهم أحقّ بميراث بعض من غيرهم. قالوا : صار ذلك نسخا لما قبله من التوارث بالمعاقدة والهجرة وغير ذلك من الأسباب. وقد كانوا يتوارثون بالمؤاخاة. فإنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله آخى بين المهاجرين والأنصار. (فِي كِتابِ اللهِ) ؛ أي : حكم الله. وقيل : اللّوح المحفوظ. كما قال : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ). (٦) وقيل : في القرآن. وفي الآية دلالة على أنّ من كان أقرب إلى الميّت في النسب ، كان أولى بالميراث ، سواء كان ذاسهم منهم أو لم يكن ، عصبة أو غير عصبة. (٧)
__________________
(١) الحشر (٥٩) / ١٠.
(٢) الكشّاف ٢ / ٢٤٠.
(٣) النساء (٤) / ٣٣.
(٤) تفسير القمّيّ ١ / ٢٨١.
(٥) الكافي ١ / ٢٨٥ ـ ٢٨٦ ، ح ١.
(٦) الحديد (٥٧) / ٢٢.
(٧) مجمع البيان ٤ / ٨٦٤ ـ ٨٦٥.