٩.
سورة التوبة
عن أبي عبد الله عليهالسلام : من قرأ سورة الأنفال وبراءة في كلّ شهر ، لم يدخله نفاق ـ الحديث. (١) وقد مرّ في ذكر الأنفال.
وعن أبي عبد الله عليهالسلام : الأنفال وبراءة واحدة ترك البسملة في أوّلها قراءة وكتابة. وعن عليّ عليهالسلام : إنّما لم تنزل البسملة فيها لأنّها للأمان والرحمة ونزلت براءة لرفع الأمان والسيف. إن قيل : كيف يجوز أن ينقض النبيّ صلىاللهعليهوآله العهد؟ فالقول في جوازه على ثلاثة أوجه : إمّا أن يكون قد ظهر من المشركين خيانة ؛ وإمّا أن يكون العهد مشروطا بأن يبقى إلى أن يرفعه الله بوحي ؛ وإمّا أن يكون مؤجّلا إلى مدّة. وقد وردت الرواية بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله شرط عليهم ما ذكرناه. وقد روي أيضا أنّ المشركين قد نقضوا العهد وهمّوا بذلك فأمر الله أن ينقض العهد. (٢)
أجمع المفسّرون ونقلة الأخبار أنّه لمّا نزلت براءة ، دفعها رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أبي بكر ، ثمّ أخذها منه ودفعها إلى أمير المؤمنين عليهالسلام. وفي هذا سرّ لطيف لا يخفى.
أقول : لمّا نزلت ، دفعها رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أبي بكر ليقرأها إلى أهل مكّة ، فمضى بها. ثمّ نزل جبرئيل وقال : يا محمّد ، إنّ الله يقول : لا يؤدّيها إلّا أنت أو رجل منك. فأمر عليّا عليهالسلام بأخذها من أبي بكر. فركب ناقته العضباء فلحق أبا بكر على ثلاثة أيّام من المدينة فأخذها منه. فقال أبو بكر : هل نزل فيّ شيء؟ قال عليهالسلام : لا ، ولكن أمر الله أن يؤدّيها إلّا النبيّ أو رجل
__________________
(١) ثواب الأعمال / ١٣٢ ، وتفسير العيّاشيّ ٢ / ٧٣.
(٢) مجمع البيان ٥ / ٤ ـ ٥.