أشهدهم على أنفسهم به ، لئلّا يقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين ، أو يعتذروا بشرك آبائهم.
أقول : لا يخفى أنّ الإضراب عن تفسير الآية بالأخبار والالتجاء إلى هذه الأقوال مشكل.
(مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ). اعترض المرتضى بأنّ الواجب من ظهره على ما في الحديث. والجواب أنّ المراد أصول الذرّ وما تعاقب منها.
(مِنْ ظُهُورِهِمْ). بدل من بني آدم بدل البعض. (أَنْ تَقُولُوا) : كراهة أن لا تقولوا. (١)
(ذُرِّيَّتَهُمْ). ابن كثير وأهل الكوفة : (ذُرِّيَّتَهُمْ) على التوحيد. والباقون على الجميع. (أَنْ تَقُولُوا). أبو عمرو بالياء. (٢)
[١٧٣] (أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ)
(أَوْ تَقُولُوا). عطف على أن تقولوا. وقرأ أبو عمرو بالياء. (كُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ) فاقتدينا بهم. لأنّ التقليد عند قيام الدليل والتمكّن من العلم به ، لا يصلح عذرا. (الْمُبْطِلُونَ). يعني آباءهم المشركين. (٣)
[١٧٤] (وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
(يَرْجِعُونَ) عن التقليد واتّباع الباطل. (٤)
[١٧٥] (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٦٧.
(٢) مجمع البيان ٤ / ٧٦٤.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٦٧.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٦٧.