(مَنْ يَسُومُهُمْ). سلّط عليهم بعد سليمان بخت نصّر فخرّب ديارهم وقتل مقاتليهم. (١)
(وَإِذْ تَأَذَّنَ) ؛ أي : واذكر ـ يا محمّد ـ إذ آذن وأعلم ربّك. فإنّ تأذّن وآذن بمعنى. وقيل :
معناه : أقسم القسم الذي يسمع بالأذن. وعن ابن عبّاس : معناه : قال ربّك. (مَنْ يَسُومُهُمْ). عن المفسّرين والباقر عليهالسلام : المراد بهم أمّة محمّد صلىاللهعليهوآله. (٢)
[١٦٨] (وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
(وَقَطَّعْناهُمْ) ؛ أي : فرّقناهم فيها فلا يكاد يخلو بلد من فرقة منهم. (الصَّالِحُونَ) : الذين آمنوا منهم بالمدينة ، أو الذين وراء الصين. (٣)
(وَقَطَّعْناهُمْ) تتمّة لإدبارهم حتّى لا يكون لهم شوكة [قطّ]. (أُمَماً). مفعول ثان أو حال. (٤)
(وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ) ؛ أي : دون الصالح في الدرجة والمنزلة. وهم الذين امتثلوا بعض الأوامر دون بعض. وكان ذلك قبل أن يبعث عيسى فيهم. (وَبَلَوْناهُمْ) ؛ أي : اختبرناهم. (بِالْحَسَناتِ) : بالرخاء. (وَالسَّيِّئاتِ) : والمصائب. (٥)
(وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ) ؛ أي : ناس دون ذلك الوصف منحطّون عنه. وهم الكفرة والفسقة. ومحلّ دون الرفع على أنّه صفة لموصوف محذوف. أي : ومنهم ناس منحطّون عن الصلاح. (بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ) ؛ أي : النعم والنقم. (٦)
[١٦٩] (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٦٥.
(٢) مجمع البيان ٤ / ٧٦٠.
(٣) الكشّاف ٢ / ١٧٣.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٦٦.
(٥) مجمع البيان ٤ / ٧٦٠.
(٦) الكشّاف ٢ / ١٧٣.