معذّبهم؟ (بَئِيسٍ) ؛ أي : شديد. (١)
(الَّذِينَ ظَلَمُوا). وأمّا الفرقة الثالثة وهم من لم ينهوا ولم يذهبوا ، فقد مسخوا ذرّا. عن الصادق عليهالسلام. (٢)
(بَئِيسٍ). أبو بكر : (بَئِيسٍ) على فيعل كضيغم. وابن عامر : [«بئس»] بكسر الباء وسكون الهمزة. ونافع : [(بَئِيسٍ)] بقلب الهمزة ياء. (٣)
[١٦٦] (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ)
(فَلَمَّا عَتَوْا) ؛ أي : تكبّروا عن ترك ما نهوا عنه. (قُلْنا). عبارة عن مسخهم. كقوله : (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ). (٤) والمعنى : انّ الله عذّبهم أوّلا بعذاب شديد ، فعتوا بعد ذلك فمسخهم. وقيل : إنّه تكرير لما قبله. والعذاب البئيس هو المسخ. (٥)
روي أنّ الممسوخ لم تبق أكثر من ثلاثة أيّام وأنّ هذه مثل لها فنهى الله عزوجل عن أكلها. (٦)
[١٦٧] (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)
(تَأَذَّنَ رَبُّكَ). من الإيذان وهو الإعلام. لأنّ العازم على الأمر يحدّث نفسه به ويؤذنها بفعله. وأجري مجرى فعل القسم كعلم الله وشهد الله. ولذلك أجيب بما يجاب به القسم وهو قوله : (لَيَبْعَثَنَّ). [والمعنى : وإذ حتم ربّك وكتب على نفسه ليبعثنّ] على اليهود (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ). فكانوا يؤدّون الجزية إلى المجوس إلى أن بعث الله محمّدا صلىاللهعليهوآله فضربها عليهم إلى آخر الدهر. (لَيَبْعَثَنَّ) : ليسلّطنّ. (٧)
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ١٧١ ـ ١٧٢.
(٢) الخصال ٢ / ١٠٠ ، ح ٥٤.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٦٥.
(٤) النحل (١٦) / ٤٠.
(٥) الكشّاف ٢ / ١٧٣.
(٦) الفقيه ٣ / ٢١٣ ، ح ٩٨٩.
(٧) الكشّاف ٢ / ١٧٣.