إلى قوله : (يَنْكُثُونَ). (١) والوجود بمعنى العلم بدليل دخول إن المخفّفة واللّام الفارقة. ولا يسوغ ذلك إلّا في المبتدأ والخبر والأفعال الداخلة عليهما. (٢)
(لِأَكْثَرِهِمْ) : لأكثر الناس. والآية اعتراض. أو : لأكثر الأمم المذكورين. (٣)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : المراد منه عهد الولاية الذي أخذ في عالم الذرّ. (٤)
[١٠٣] (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)
(مِنْ بَعْدِهِمْ). الضمير للرسل في قوله : (وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ) أو للأمم. (فَظَلَمُوا بِها) ؛ أي : كفروا بآياتنا. أجرى الظلم مجرى الكفر لأنّهما من واد واحد. (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ). (٥) فظلموا الناس بسببها حين أوعدوهم وصدّوهم عنها وآذوا من آمن بها ولأنّه إذا وجب الإيمان بها فكفروا بعد الإيمان ، كان كفرهم ظلما. لأنّهم وضعوا الكفر غير موضعه أعني الإيمان. (٦)
[١٠٤] (وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ)
(يا فِرْعَوْنُ). يقال لملوك المصر : الفراعنة. وكان اسمه قابوس أو الوليد بن مصعب. (٧)
[١٠٥] (حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ)
(حَقِيقٌ عَلى). كان أصله : (حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ) كما قرأ نافع ، فقلب لأمن اللّبس على. [و] قيل : وضع على مكان الباء لإفادة التمكّن. (٨)
__________________
(١) الأعراف (٧) / ١٣٤ ـ ١٣٥.
(٢) الكشّاف ٢ / ١٣٦.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٥١.
(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٥) لقمان (٣١) / ١٣.
(٦) الكشّاف ٢ / ١٣٦.
(٧) الكشّاف ٢ / ١٣٦.
(٨) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٥٢.