في الأصل مصدر بمعنى البيوتة ويجيء بمعنى التبييت كالسلام بمعنى التسليم. (وَهُمْ نائِمُونَ».) حال من ضمير هم البارز أو المستتر في بياتا. (١)
(بَياتاً). بمعنى البيوتة. يقال : بات بياتا. (٢)
[٩٨] (أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ)
(أَوَأَمِنَ). ابن كثير ونافع وابن عامر : «أو» بالسكون على الترديد. (ضُحًى) : ضحوة النهار. وهو في الأصل ضوء الشمس إذا ارتفعت. (يَلْعَبُونَ) : يلهون من فرط الغفلة. أو : يشتغلون بما لا ينفعهم. (٣)
[٩٩] (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ)
(أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ). تقرير لقوله : (أفأمنوا أهل القرى») ومكر الله استعارة لاستدراج العبد وأخذه من حيث لا يحتسب. (الْخاسِرُونَ) : الذين خسروا بالكفر وترك النظر والاعتبار. (٤)
[١٠٠] (أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ)
(لَمْ يَهْدِ). يعقوب بالنون. (أَوَلَمْ يَهْدِ). أنكر سبحانه تركهم الاعتبار بمن تقدّمهم من الأمم فقال : (أَوَلَمْ يَهْدِ)؟ هو استفهام يراد به التقرير. أي : أو لم يبيّن الله؟ وبالنون : أو لم نبيّن؟ وقيل : معناه : أو لم يهد ما تلوناه من أنباء القرى؟ وقيل : تقديره : أو لم يهد لهم مشيّتنا. لأنّ قوله : (أَنْ لَوْ نَشاءُ) في موضع رفع بأنّه فاعل يهد. (٥)
(يَرِثُونَ الْأَرْضَ) ؛ أي : يخلفون من خلا قبلهم ويرثون ديارهم. وإنّما عدّي يهد باللّام
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٥١.
(٢) الكشّاف ٢ / ١٣٣.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٥١.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٥١.
(٥) مجمع البيان ٤ / ٦٩٩ ـ ٧٠٠.