وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)
(بَدَّلْنا) ؛ أي : أعطيناهم بدل ما كانوا فيه من البلاء والمشقّة والشدّة السلامة والسعة ، ابتلاء لهم بالأمرين. (عَفَوْا) ؛ أي كثروا عددا وعددا. يقال : عفا النبات ، إذا كثر. ومنه إعفاء اللّحى. (قَدْ مَسَّ آباءَنَا). يقولون ذلك القول كفرانا لنعمة الله تعالى ونسيانا لذكره واعتقادا بأنّه من عادة الدهر تعاقب الناس بين السرّاء والضرّاء وقد مسّ آباءنا منه مثل ما قد مسّنا. (بَغْتَةً) : فجأة. (لا يَشْعُرُونَ) بنزول العذاب. (١)
(حَتَّى عَفَوْا) ؛ أي : سمنوا. وقيل : أعرضوا عن الشكر. (٢)
(قَدْ مَسَّ). يعني هذا عادة الزمان وليس هو ابتلاء من الله. (٣)
[٩٦] (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)
(أَهْلَ الْقُرى) المدلول عليها بقوله : (وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ). وقيل : مكّة وما حولها. (لَفَتَحْنا) ؛ أي : لوسّعنا عليهم الخير ويسّرناه لهم. وقيل : المراد المطر والنبات. (كَذَّبُوا) الرسل. (يَكْسِبُونَ) من الكفر والمعاصي. (٤)
(لَفَتَحْنا). ابن عامر بالتشديد. (٥)
[٩٧] (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ)
(أَفَأَمِنَ) المكذّبون لك يا محمّد. (٦)
(أَفَأَمِنَ). عطف على قوله : (فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ). وما بينهما اعتراض. والمعنى : أبعد ذلك أمن أهل القرى؟ (بَياتاً) : تبييتا. أو : وقت بيات. أو : مبيتا. أو مبيتين. وهو
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٥٠.
(٢) مجمع البيان ٤ / ٦٩٥.
(٣) الكشّاف ٢ / ١٣٣.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٥٠ ـ ٣٥١.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٥١.
(٦) مجمع البيان ٤ / ٦٩٨.