(لَنَراكَ فِي ضَلالٍ) ؛ أي : نعلمك ، لدعائك إيّانا إلى ترك عبادة الأصنام. (١)
[٦١] (قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ)
(ضَلالَةٌ). لم يقل ضلال كما قالوا. وذلك أنّ الضلالة أخصّ من الضلال فكانت أبلغ في نفي الضلال عن نفسه. كأنّه قال : ليس فيّ شيء من الضلال. كما لو قيل [لك : ألك] تمر؟ فقلت : [ما لي] تمرة. (٢)
(وَلكِنِّي) ؛ يعني : لكنّي على هدى لأنّي رسول. (٣)
[٦٢] (أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ)
جمع الرسالات لاختلاف أوقاتها أو لتنوّع معانيها كالعقائد والمواعظ والأحكام ، أو لأنّ المراد بها ما أوحي إليه وإلى الأنبياء قبله كصحف شيث وإدريس. (٤)
(أَنْصَحُ لَكُمْ). يقال : نصحته ، ونصحت له. وفي زيادة اللّام مبالغة ودلالة على إمحاض النصيحة وأنّها وقعت خالصة للمنصوح له مقصودا بها جانبه لا غير. فربّ نصيحة ينتفع بها الناصح فيقصد النفعين جميعا. ولا نصيحة أمحض من نصيحة الله ورسله. (٥)
(أُبَلِّغُكُمْ). أبو عمرو بتخفيف اللّام. (وَأَنْصَحُ لَكُمْ) في تبليغ الرسالة على وجهها من غير زيادة ولا نقصان. (وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ) ؛ أي : من توحيده وعدله ودينه. أو : من بطشه وشدّة عذابه. لأنّ قوم نوح لم يسمعوا قطّ أنّ [الله] عذّب قوما بخلاف من بعدهم. (٦)
[٦٣] (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٦٣))
(أَوَعَجِبْتُمْ). الهمزة للإنكار. والواو للعطف على محذوف. أي : أكذبتم وعجبتم؟ (عَلى
__________________
(١) مجمع البيان ٤ / ٦٦٩.
(٢) الكشّاف ٢ / ١١٣ ـ ١١٤.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٤٣.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٤٤.
(٥) الكشّاف ٢ / ١١٥.
(٦) مجمع البيان ٤ / ٦٦٧ و ٦٦٩.