لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
(بُشْراً). عاصم : (بُشْراً) مخفّف بشر جمع بشير. ونافع : (نَشْراً) بالنون المضمومة والشين المعجمة ، جمع نشور بمعنى ناشر. وابن عامر : (نَشْراً) بالتخفيف. وحمزة بفتح النون على أنّه مصدر في موضع الحال بمعنى ناشرات أو مفعول مطلق. فإنّ الإرسال والنشر متقاربان. (١)
(الرِّياحَ). ابن كثير وحمزة والكسائيّ : «الريح» على الوحدة. (بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) : قدّام رحمته. يعني المطر. فإنّ الصبا تثير السحاب والشمال تجمعه والجنوب تدرّه والدبور تفرّقه. (إِذا أَقَلَّتْ) ؛ أي : حملت. واشتقاقه من القلّة. فإنّ المقلّ للشيء يستقلّه. (ثِقالاً) بالماء. جمعه لأنّ السحاب بمعنى السحائب. (سُقْناهُ) ؛ أي : السحاب. وأفرد الضمير باعتبار اللّفظ. (لِبَلَدٍ) ؛ أي : لأجله ، أو لإحيائه ، أو لسقيه. (فَأَنْزَلْنا بِهِ) ؛ أي : بالبلد أو بالسحاب أو بالسوق أو بالريح. وكذلك (فَأَخْرَجْنا بِهِ). ويحتمل فيه عود الضمير إلى الماء. وإذا كان للبلد ، فالباء للإلصاق في الأوّل وللظرفيّة في الثاني. وإذا كان لغيره ، فهي للسببيّة فيهما. (مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) : من كلّ أنواعها. (كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى). الإشارة إلى إخراج الثمرات أو إلى إحياء البلد الميّت. أي : كما نحييه بالنبات والثمرات ، نخرج الموتى من الأجداث بردّ النفوس إلى الأبدان. (تَذَكَّرُونَ) فتعلمون أنّ من قدر على ذلك ، قدر على هذا. (٢)
[٥٨] (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ)
(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ) ؛ أي : الأرض الكريمة التربة. (٣)
(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ). مثل للأئمّة عليهمالسلام يخرج علمهم بإذن ربّهم. (وَالَّذِي خَبُثَ). مثل
__________________
(١) انظر : تفسير البيضاويّ ١ / ٣٤٣ ، ومجمع البيان ٤ / ٦٦٣.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٤٣.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٤٣.